نظام المنتسوري | في بيتنا كنز!

كتبت: غادة سامي

منذ ولادة طفلي وأنا أبحث في نظم التربية، إلى أن قرأت يومًا عن الطبيبة الإيطالية ماريا منتسوري مؤسسة نظام المنتسوري التربوي.

بمجرد دخولك عالم منتسوري ستقف على قدمٍ وساق؛ كيف لطفل أن يندمج بعمق في العمل هكذا!

سترى أطفالًا تعمل باستقلالية تامة. يذهب الطفل إلى رف المكتبة المخصص له، يختار النشاط، ويبدأ بتجهيز سجادة العمل، ويندمج في عمله.

يكمل النشاط حتى الانتهاء وربما يكرر النشاط عدة مرات، ثم ينظف المكان ويعيد النشاط إلى الرف؛ الآن هو يشعر بالرضا لإنهاء المهمة بالكامل! يا للروعة!

يتبع الطفل فضوله الخاص في اختيار النشاط، ويتصرف بجرأة وثقة. ما النتيجة الأفضل التي قد تتمناها لطفلك؟

الآن، ربما تتسائل ماهو نظام المنتسوري؟

بداية تشير ماريا منتسوري إلى مستويات تطور الطفل بأربع فترات متميزة من النمو والتعلم.

1. العقل الماص من 0 إلى 6 سنوات.
2. التفكير والتجريد من 6 الى 12 عام.
3. الذات الاجتماعية من 12 إلى 18 عام.
4. فهم الذات من 18 إلى 24 عام.

ثم تبدأ في إطلاق مصطلح”الحياة العملية”، الذي يتضمن بيئة العمل المنزلي ومهارات الرعاية الذاتية والنظافة الشخصية.

فيتعلم الأطفال الصغار في سن ما قبل المدرسة استقلالية العمل، وزيادة التركيز، والاعتناء بأنفسهم والبيئة المحيطة بهم.

يبدأ المعلم في إعداد بيئة العمل المعدة جيدًا تبعًا للفترة الحساسة التي يمر بها الطفل.

لحظة! ماذا تقصد بالفترات الحساسة؟

هي استعداد الطفل بيولوجيًا إلى اكتساب المهارة، قد تكون فترة حساسة للغة، أو فترة حساسة لتعلم النظام، أو فترة حساسة للحركة. بذلك يصبح حساسًا بشكل خاص للمحفز الذي يعزز تطور المهارة.

لذا إعداد بيئة العمل المخصصة لنشاط الطفل تعتمد على إعداد المواد الحسية المستوحاة من بيئة الطفل لتطوير الحواس الخمس (السمع، والبصر، واللمس، والتذوق، والشم)، ثم تبدأ دورة  العمل المتكررة حتى إتقان النشاط المحدد.

أقرأي أيضًا: أنشطة للرضع | 7 أنشطة مهمة لعمر 7 : 12 شهر

لكن، هل يمكننا تطبيق نظام تعليم منتسوري في المنزل؟

نعم، من الممكن تطبیق نظام المنتسوري في المنزل، فنظام المنتسوري  أسلوب حياة للطفل، ليس مجرد نهج للتعلم، لذا:

1. احترم طفلك واتبعه، وثق أنه ينمو وفق وتيرته الخاصة، ومن المهم إتاحة الوقت له للاستكشاف والفضول، مع وضع حدود لطيفة وواضحة.

2. حاول خلق تجارب ثرية، وشارك طفلك في الحياة اليومية من إعداد الطعام، والتنظيف، وترتيب المنزل.

3. ساعد طفلك في مساعدة نفسه بأقل ما يمكن، مع خلق الدوافع الذاتية التي تدفعه للتعلم. 

 إعداد المنزل جيدًا ليلائم نظام المنتسوري.

يجب إعداد المنزل جيدًا حتى يلائم احتياجات طفلك ولمساعدته على استكشاف البيئة المحيطة بأمان.

أولًا المطبخ:

• عليك بإعداد منطقة خاصة للطفل في المطبخ؛ طاولة صغيرة وكراسي تمكنه من تناول وجبته الخفيفة.

• خزانة لطفلك الصغير منخفضة سهلة الوصول، بها أطباق، وأكواب، ومناديل، وحاويات صغيرة بها فاكهة طازجة ووجبات خفيفة.

ثانيًا الحمام:

• إعداد مرآة سهلة الوصول إليها.

•  كرسي يمكنه الوصول إلى الحوض لغسل اليدين، وتنظيف الأسنان.

• وضع المناشف في متناول اليد دائمًا.

ثالثًا غرفة النوم:

• سرير أرضي بسيط (مرتبة فقط)، يمنح الطفل حرية استكشاف البيئة دون الاعتماد على أحد الأبوين.

• قطع الأثاث مؤمنة على الوجه المناسب للطفل.

• خزانة ملابس صغيرة مع علاقات منخفضة يسهل الوصول إليها.

• رف مكتبي منخفض به ألعاب بسيطة، وكتب.

رابعًا غرفة الألعاب:

• رفوف خشبية منخفضة تمكن الطفل الوصول إلى الألعاب.

• كل لعبة محددة على صينية سهلة الرؤية دون الكثير من البحث.

• طظعند البحث عن ألعاب لطفلك، فكر في ألعاب بسيطة يمكنه استخدامها.

إذًا عليك العيش بطريقة منتسوري كل يوم.

حضانات المنتسوري

إذا دخلت يومًا إلى فصل تعليمي يتبع نظام المنتسوري، قد تلاحظ ألعابّا ومواد تعليمية تساعد على إتقان مهارة مناسبة لمرحلة بعينها من عمر الطفل.

• تتبني حضانات المنتسوري فكرة اللعب على أنها عمل مخصص للطفل

فتركز على البساطة، واستخدام الموارد الطبيعية المتوفرة في البيئة، وتشجع الاستكشاف المستقل للطفل.

1.  تستهدف الفترات الحساسة التي يمر بها الطفل، وتوجه إليه البرنامج المحدد تبعًا لذلك، فتساعد على تحفيز التعلم الفردي الذاتي.

2. يختار الطفل النشاط بناء على اهتمامه فيشبع فضوله، ويساعده على الإندماج في العمل لفترات زمنية طويلة، ويتلخص دور المعلم في الملاحظة وتسهيل استخدام أدوات النشاط.

3. لذا يصبح الطفل أكثر استقلالية، وتنظيمًا، وانضباطًا.

على العكس في الحضانات الأخرى التي تفصل بين المواد التعليمية وأوقات اللعب والنشاط، فحضانات المنتسوري قائمة على الهدوء والبساطة.

قد تلاحظ لوحات بسيطة على الحائط، وألعاب خشبية في الرفوف، ومساحات فارغة خالية من الفوضى تسمح للطفل بالتنقل والاستكشاف، وتمنع التشتت البصري.

1. فتخلق لدى الطفل طابع الهدوء والبساطة.

2. تصبح الألوان المحيطة بالطفل هي الألوان الناتجة من صنع يده وأنشطته.

وذلك بخلاف الحضانات الأخرى المزدحمة بالألوان والصور الكرتونية المشتتة للطفل.

لذلك يميل الأطفال في نهج منتسوري إلى التنظيم الذاتي، فيستطيع الطفل العودة للهدوء والنظام بعد التعرض للإجهاد والضغط.

يبدو أن نظام المنتسوري يخلق عالم هادئ ورائع إلى أبعد حد. لذا هل تبدأ الآن في إعداد بيئة طفلك؟

المصادر:

healthline

mother