كتبت: د. إيمان كريم
هل تسألت يومًا لماذا يزيد إفراز المخاط عند طفلك خلال البكاء؟ يرجع ذلك لوجود القناة الدمعية التي تصل العين بالأنف عن طريق فتحة صغيرة ترى بوضوح في الجفنين العلوي والسفلي.
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يحدث عند انسداد القناة الدمعية عند الأطفال؟ دعونا نستعرض هنا أسباب انسداد القناة الدمعية عند الأطفال والعلاج.
تكوين القناة الدمعية عند الجنين
تتكون القناة الدمعية عند الجنين في الأسبوع الخامس من الحمل، من خلايا طبقة الأديم الظاهر الخارجية التي يتكون منها الجهاز العصبي أيضًا.
تزيد خلايا الأديم الموجودة في التجويف بين الأنف والفك العلوي في السُمك ومع مرور الحمل يتكون الكيس الدمعي وبداية القناة الدمعية.
.
انسداد القناة الدمعية عند الأطفال
يحدث انسداد القناة الدمعية عند الأطفال في الأسابيع الأولى بعد الولادة. حيث يتعرض ٦ من كل 20 طفل لهذه الحالة، وهي نسبة ليست بقليلة.
لكن ذلك لا يمنع حدوث الإصابة للطفل بعد ذلك بسبب العدوى البكتيرية التي تصيب العين نتيجة تلوث يد الطفل بالميكروب وفرك العين بها.
يتعرض الطفل لانسداد القناة الدمعية عند بداية إفراز الدموع عند البكاء نتيجة لعدة أسباب وهي:
- عيب خلقي يتمثل في غياب الفتحة التي تنزل منها الدموع إلى الأنف، والموجودة في الجفن العلوي أوالجفن السفلي أو كليهما.
- ضيق خلقي للقناة الدمعية.
- عيب خلقي يتمثل في عدم اكتمال القناة الدمعية بحيث لا تصل القناة للانف.
- عدوى مجرى الدموع.
أعراض انسداد القناة الدمعية عند الأطفال
لحسن الحظ أعراض انسداد القناة الدمعية عند الأطفال تكون ظاهرة وواضحة. يمكن ملاحظة التغير الذي يحدث للعين، وبالتالي يمكن للطبيب علاج الانسداد بسهولة دون التعرض للمضاعفات.
تظهر أعراض الانسداد في صورة زيادة في إفراز الدموع، احمرار في الوجه خاصة عند بداية الانف كذلك وجود مخاط ملون (العماص) عند الجفن.
يزيد المخاط حتى يسبب التصاق الجفنين معًا. نتيجة لذلك تتطور الحالة إلى التهاب ملتحمة العين ويظهر ذلك في صورة احمرار، خاصة في الجفن السفلي.
المضاعفات
تحدث المضاعفات بسبب تراكم الإفرازات الدمعية المسببة للانسداد، الذي بدوره يسبب عدوى مجرى الدموع.
ينسد المجرى جزئيًا فتنزل جزء من الإفرازات في الأنف بصورة طبيعية. أو كليًا فتتراكم الإفرازات وتنشط البكتيريا المسببة للعدوى نتيجة ازدياد رطوبة البيئة المحيطة.
يؤدي انسداد القناة الدمعية عند الأطفال إلى ضيق القناة مسببًا تورم واحمرار في الكيس الدمعي، يصل الورم أحيانا إلى حد تورم كامل للخد وغلق للعين نتيجة لذلك.
تزداد الحالة سوءًا عندما تسري العدوى في مجرى الدم وتصل إلى المخ، فتسبب التهاب الأغشية السحائية و الالتهاب الخلوي وتظهر الأعراض في صورة ارتفاع درجة حرارة الطفل ورعشة الجسم.
علاج الانسداد
يحدد الطبيب المعالج العلاج حسب تطور الحالة، يبدأ العلاج بتدليك المكان عدة مرات مع التنظيف المستمر للجفون وإزالة الإفرازات بقطنة نظيفة معقمة.
في حالات الانسداد المتقدمة قد يتطلب الأمر الدخول في المرحلة الثانية من العلاج، عن طريق القطرات الموضعية القاتلة للبكتيريا والمهدئة للالتهاب.
يتدخل الطبيب جراحيًا كأخر مرحلة في العلاج إذا لم تفلح المرحلتين السابقتين لإزالة انسداد القناة الدمعية عن طريق أنبوب تنظيف للإفرازات بعد التخدير الموضعي للمكان.
تتحسن الحالة بصورة سريعة بعد مرحلة التدخل الجراحي دون الحاجة إلى العلاجات الموضعية.
أخيرًا، إن العناية بطفلك في الأسابيع الأولى بعد الولادة، والاهتمام بوضع قطرة العين الموضعية التي يصفها الطبيب لطفلك، وملاحظة أي تغير يطرأ عليه يغني عن الإصابة بانسداد القناة الدمعية.
المصادر: