“مش عايز أكون وحيد…” كلمات بيرددها أحمد كل يوم لنفسه في إحباط وضيق.
أحمد طفل بيعاني التوحد، لكن مش ده اللي بيضايقه وبيأثر عليه؛ لأنه ببساطة عارف يتقبل نفسه كويس.
اللي خلّى أحمد يتمنى ميكونش وحيد هي نظرة المجتمع من حواليه… المجتمع اللي مش قادر يقبل اختلافه ومش قابل فكرة إن أحمد يقدر يكون عضو فعّال في المجتمع.
دمج التوحد في المجتمع مش فكرة نظرية على ورق، ده سلوك لازم نتبعه كلنا.
لازم نقبل اختلاف طفل التوحد ونساعده يكون وسطنا من غير نظرة الشفقة ومن غير التهكمات اللي بنشوفها كل يوم.
اقرأ أيضًا: السن المناسب للتربية | تعرف إليه وابدأ فورًا
أهمية دمج التوحد في المجتمع
كلنا عارفين فوائد الدمج بشكل عام، وتأثيره الإيجابي سواء على الأفراد أو المجتمعات.
لكن الدراسات الحديثة أضافت منظور جديد خالص لدمج التوحد، الدراسة دي بتربط بين التقبل الاجتماعي لطفل التوحد وصحته العقلية.
طب إيه العلاقة؟
احنا كبشر -شئنا أم أبينا- محتاجين جدًا لحياتنا الاجتماعية، محتاجين ناس حوالينا نشاركهم حياتنا.
طب لو اتحرمنا من حياتنا الاجتماعية؟ بنحس بالوحدة ومع الوقت، الاكتئاب بيدق بابنا واللي في الآخر ممكن يسببلنا مشاكل نفسية وعقلية.
طفل التوحد مننا، طفل التوحد محتاج نفس الاحتياجات، محتاج يحس إن الناس متقبلاه وحابة وجوده.
حرمانه من أبسط حقوقه دي بيخليه عرضة للمشاكل النفسية والعقلية زي أي حد مننا.
أشكال التقبل الاجتماعي لطفل التوحد
الدمج والتقبل الاجتماعي له صور وأشكال كتير، من خلالها يقدر طفل التوحد يعتز بذاته ويعرف فعاليته ودوره في المجتمع.
أشكال دمج التوحد
- الدمج المجتمعي
واللي هدفه يوفر فرص متساوية لطفل التوحد للمشاركة في الأنشطة المختلفة في المجتمع. هدف الدمج المجتمعي إنه يضمن لطفل التوحد حرية التمتع بكل الخدمات المتاحة لكل أفراد المجتمع بدون أي تمييز.
- الدمج التعليمي
وده ممكن يكون جزئي أو كلي. الدمج التعليمي هدفه التحاق طفل التوحد بنفس المدارس والمؤسسات التعليمية مع باقي زملائه من نفس العمر. لكن، ده طبعًا بعد مراعاة المناهج التعليمية الخاصة بطفل التوحد.
- الدمج الوظيفي
اللي بيضمن للأشخاص اللي بيعانوا التوحد وظائف مناسبة يقدروا يتواصلوا بيها مع باقي أفراد المجتمع ويوفروا منها مصدر دخل مناسب.
دمج التوحد في المدارس
دمج طفل التوحد في المدارس من أفضل الأساليب اللي تساعده ينخرط وسط زملائه ويطور مهاراته الاجتماعية. لكن، في نفس الوقت محتاجة تخطيط كويس عشان نوصل للنتيجة اللي بندور عليها.
التحضيرات المطلوبة لدمج التوحد في المدارس:
- وجود أدوات لتقييم تطور الطفل، سواء على المستوى التعليمي أو الاجتماعي.
- تحضير البرامج اللي من خلالها يقدر طفل التوحد يطور مهاراته الحسية.
- تنظيم حلقات لتواصل الطلبة عشان يقدر طفل التوحد يطور مهاراته الاجتماعية ويقرب من زمايله.
- تطوير مناهج تعليمية خاصة تناسب احتياجات طفل التوحد، وتدريب المعلمين على طريقة التدريس المناسبة.
مناهج تعليمية لطفل التوحد
تطوير مناهج خاصة في خطة دمج التوحد أمر لابد منه. لازم المنهج ده يستغل كويس نقاط القوة اللي بيتميز بيها طفل التوحد، وفي نفس الوقت يدرس التحديات اللي بيمر بيها. وأبرز التحديات دي هي:
- عدم قدرة طفل التوحد على اكتساب المهارات الاجتماعية بسهولة.
- تفضيل طفل التوحد للروتين الصارم في أنشطته، ورفضه لأي تغيير جديد.
- عدم القدرة على التركيز وقلة الدوافع.
- ردود الفعل غير المتوقعة لبعض المواقف البسيطة.
كمان عند تطوير منهج خاص لطفل التوحد، لازم نحدد نمط التعليم اللي الطفل بيفضله.
هل بيحب يسمع أكتر؟ ولا بيحب يشوف الأشياء بعينه؟ هل بيفضل القراءة ولا بيفضل النماذج الحركية؟
كل دي حاجات لازم نضعها في اعتبارنا؛ عشان نضمن استفادة الطفل أكبر استفادة وتطوير مهاراته الاجتماعية والسلوكية.
أخيرًا
طفل التوحد من حقه يتمتع بحياة طبيعية… من حقه يكون وسط زمايله في المدرسة، من حقه ينعم بحياته من غير نظرات المجتمع الغريبة له. إيدنا في إيد بعض، ننشر ثقافة تقبل الآخر في المجتمع ونساعد أولادنا يتخطوا التحدي وندعمهم في مواجهتهم للتوحد.
المصادر