الرضاعة الطبيعية تحدي كبير؛ وسرطان الثدي تحدي أكبر، وأصعب سؤال بيواجه الأم المحاربة لسرطان الثدي “امتى أقدر أرضع طبيعي بعد تعرضي للعلاج بالكيماوي أو الإشعاعي”.
الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي
ربنا خلق الثدي وجعل من أهم وظائفه رضاعة الطفل وتوفير الغذاء له لحد الفطام، عملية الرضاعة ونزول اللبن دي بتعتمد على هرمونات.
أبحاث كتير أثبتت إن عملية الرضاعة الطبيعية بتعمل على تجديد خلايا الثدي وتظبيط الهرمونات وبالتالي الوقاية من سرطان الثدي.
طيب لو حصل والأم أصيبت بسرطان الثدي سواء قبل الإنجاب أو أثناء الرضاعة؛ تتصرف ازاي؟
إمكانية الرضاعة مع سرطان الثدي
الأبحاث أثبتت إن الرضاعة مش مستحيلة مع سرطان الثدي؛ ولكن لها ضوابط وفقًا لنوع العلاج اللي الأم بتتعرض له، وطبعا الطبيب المعالج هو اللي بيحدد الضوابط.
وفي أغلب الحالات تضطر الأم للرضاعة الصناعية جمب الطبيعي؛ لأن كمية اللبن بتكون قليلة إما بسبب الرضاعة من ثدي واحد -الغير المصاب- أو تضرر خلايا الثدي المصاب بعد العلاج ونقص خلايا إنتاج اللبن.
أنواع علاج سرطان الثدي المختلفة وتأثيرها على الرضاعة
إمكانية الرضاعة الطبيعية أثناء رحلة العلاج أو بعدها بتتوقف على نوع العلاج:
استئصال جزء من الثدي
إمكانية الرضاعة بعد العملية دي بتتوقف على حجم الجزء المستأصل، وحسب عدد خلايا إنتاج اللبن المفقودة في الاستئصال، لكن في أغلب الأحوال الرضاعة مش مستحيلة.
استئصال أحد الثديين
لو كانت الإصابة في ثدي واحد بس وتم استئصاله؛ في الحالة دي ممكن الأم ترضع من الثدي التاني.
وحتى لو كانت كمية اللبن قليلة ومش كافية للطفل، مع استمرار الرضاعة والضخ؛ كمية اللبن هتزيد.
العلاج الإشعاعي
التعرض للإشعاع الخارجي في حد ذاته مش بيمنع الأم من التعامل مع الطفل، والرضاعة بتكون آمنة في أغلب الأحيان وبعد استشارة الطبيب طبعًا.
لكن المشكلة إن العلاج الإشعاعي بيدمر خلايا الثدي وقنوات إنتاج اللبن؛ ده يؤدي إن إنتاج اللبن يقل بشكل كبير، وهنا بتصعب مهمة الرضاعة الطبيعية.
العلاج الكيماوي
للأسف اللبن المفرز أثناء العلاج بالكيماوي غير صالح للطفل.
الأطباء بينصحوا بمنع الرضاعة أثناء تناول العلاج الكيماوي، وكمان بعد الإنتهاء منه بمدة تتراوح من ثلاثة لأربعة شهور.
وفي حالة رغبة الأم بإكمال الرضاعة الطبيعية بعد انقضاء فترة العلاج؛ بيتم شفط اللبن والتخلص منه، لحد ما يسمح الطبيب برضاعة الطفل مرة تانية.
العلاج الهرموني
في حالة علاج سرطان الثدي بالهرمونات بتكون الرضاعة ممنوعة؛ لأن الأدوية طويلة الأمد زي تاموكسيفين (Tamoxifen)؛ بتنزل في اللبن.
ده بيخلي لبن الأم مضر للطفل وغير آمن، لذلك الرضاعة ممنوعة مع العلاج بالهرمونات.
لذلك عند الإصابة بسرطان الثدي يجب على الأم التواصل مع طبيبها، ووضع خطة للرضاعة هتمشي ازاي مع العلاج.
يستحسن التعجيل بقرار الفطام في حالة صعوبة أو استحالة استكمال الرضاعة مع أو بعد العلاج، لأن ثدي خالي من اللبن حيكون أفضل في العلاج.
اقرأ أيضًا: أنا محاربة لسرطان الثدي هل أطفالي معرضين للإصابة بنفس المرض؟
مشكلات الرضاعة أثناء سرطان الثدي
رغم إن الرضاعة الطبيعية دايمًا أحسن خيار؛ إلا أنها أثناء سرطان الثدي ممكن تسبب مشاكل للأم والطفل.
مشكلات للأم زي:
- التشخيص الخاطئ والخلط بين إفراز اللبن الطبيعي و الافرازات غير الطبيعية أثناء السرطان.
- التشخيص الخاطئ لوجود ورم في الثدي أو التحجر بسبب تراكم اللبن.
- زيادة احتمال العدوى في حالة إجراء جراحة أثناء وجود لبن في الثدي.
مشكلات للطفل زي:
- قلة كمية اللبن.
- نزول بعض الأدوية في اللبن.
- صعوبة الرضاعة من الثدي بعد الجراحة.
إمكانية الرضاعة بعد الشفاء من سرطان الثدي
بعد تغلب الأم المحاربة على سرطان الثدي وبعد الشفاء التام؛ أثبتت الأبحاث أنها ممكن ترضع بشكل طبيعي بعد اللجوء للطبيب المختص طبعًا.
حسب بردو طريقة العلاج اللي اتعرضت لها الأم؛ يعني ممكن ترضع بعد عمليات الاستئصال مباشرة، لكن في الكيمو لازم تنتظر لما الجسم يتخلص تمامًا من تأثير العلاج.
وممكن بعد العلاج تواجهها مشكلة قلة اللبن بسبب تضرر أنسجة الثدي، لكن طبعًا كل قطرة لبن من الأم هي كنز للطفل.
بالعكس ده الرضاعة الطبيعية هتلعب دور في وقاية الأم من رجوع السرطان تاني.
في النهاية بنأكد ان الرضاعة الطبيعية تحدي بيواجه الأمهات؛ ومحاربات السرطان بيكون تحديهم أعظم وأكبر.
حتى لو ما قدرتش الأم المريضة ترضع طبيعي؛ ما تحملش نفسها ذنب فوق طاقتها، الحنية والحب بيوصلوا للطفل عن طريق التلامس الجلدي، والغذاء متوفر في الألبان البديلة، رفقًا بالأمهات.