fbpx

يمنى دحروج في حوارنا معها عن الاحتضان “الأم الحاضنة لا تمتلك رفاهية الشكوى”!

الأطفال مكانها القلوب قبل البيوت، اكفل طفل وكن له حياة، ده شعار حملة عن الاحتضان.

بدأتها أم حاضنة بهدف تغيير العالم لبنتها واكتشفت في رحلتها إنها بتغير العالم لكل طفل مختلف.

بدأت بصفحة بسيطة ثم مبادرة ثم كيان كبير ومؤسسة رسمية للاحتضان وكفالة الأطفال.

وفي نوفمبر شهر التوعية بالاحتضان كان لازم في موقعنا Mothers Comfort Zone نعمل  حوار صحفي مع أ/ يمنى دحروج  صاحبة فكرة تأسيس أول مؤسسة مصرية للاحتضان وكفالة الأطفال “الاحتضان في مصر لكفالة الأطفال“. 

احكيلنا حكايتك مع الاحتضان وإزاي بدأتِ الفكرة؟

قالت: “أنا كنت محتاجة أكون أسرة”.

بدأت أفكر في الاحتضان أنا وزوجي من 2015، لكن كنت مترددة وخايفة ومش عارفة قراري سليم ولا لأ، لحد ما أخدت القرار في 2018.

ليه اختيار ليلى بالذات وشعورك كان إيه وقتها؟

“حسيت إنها بنتي قبل ما أشوفها”، عبرت أ/ يمنى عن شعورها بالجملة دي عن مشاعرها بالأمومة.

وقالت: ليلى كان عمرها 3 شهور وكنا في الشتاء وأول ما دخلوا عليا بيها ملفوفة ببطانية وقبل ما أشوفها حسيت بيها إنها بنتي.

إيه الصعوبات اللي واجهتك في بداية المبادرة؟

الصعوبات اللي تعرضت لها إن كل الناس شايفين إني غلط، حتى اللي كانوا يبانوا بيدعموني كنت بحس بيهم رافضين إعلاني للاحتضان وشايفين أني بفضح بنتي.

بالإضافة إلى بعض الناس شايفة إن ده تبني وأنه حرام وإزاي بنت تعيش معاكي ومع زوجك، واسمها ينسب لمين؟

وكنت مضطرة أرد على نفس الأسئلة يوميًا ألف مرة لأكتر من شخص، لأن أبسط الأسئلة والمعلومات اللي مفروض تكون معروفة للناس مكنتش معروفة اطلاقًا.

إزاي قدرتي تحولي المبادرة لمؤسسة كبيرة؟

قالت يمنى دحروج : أنا مش لوحدي، في البداية كنت لوحدي لكن حاليًا أحنا فريق كامل من الأمهات والآباء الحاضنين وكمان متطوعين من الاستشاريين.

قررنا إننا لازم نحولها لمؤسسة رسمية معترف بها من الوزارة عشان نقدر نساعد الناس رسميًا ونساعد كل طفل على وجوده في بيت آمن.

ومساعدة الأسر وتدريبهم وتقديم كل الخدمات رسميًا من قبل الوزارة، والأخذ بآرائنا وشكاوينا.

إيه أكتر الصعوبات اللي بتواجهها الأم الحاضنة؟

الصعوبات نوعين هما: الضغط النفسي والضغط الجسدي.

أولًا: الضغط الجسدي

كل الأمهات على مستوى العالم سواء الحاضنات أو البيولوجيين بيعانوا من الضغط الجسدي، لأنها فجأة بتفقد حريتها وتكون مسؤولة عن طفل وعن رعايته ودي مسؤولية كاملة.

ثانيًا: الضغط النفسي

الأم الحاضنة لا تملك رفاهية الشكوى وتعاني ضغط نفسي شديد ومجهود مضاعف خاصةً لو كان الطفل كبير.

ممكن يظهر على الطفل بعض السمات؛ نتيجة نقله من مكان لآخر ويعاني اضطراب نفسي ومشاعر متلخبطة بسبب متلازمة التخلي.

وبالتالي بتصاب الأم بنوع من الاكتئاب يسمى اكتئاب ما بعد الكفالة، بالإضافة إلى عدم تقديم الدعم من المحيطين بالأم بالعكس بيلوموها أكتر.

ودورنا في المؤسسة دايمًا تقديم الدعم للأمهات، لتخفيف الضغط النفسي والجسدي عليهم.

الطفل المحتضن إيه حقوقه على الأسرة؟ وياترى ينفع ياخد اسمهم أو يكون له حق في الميراث؟

“ضروري قبل ما ناخد قرار كفالته نستعد لتربيته”، أكدت أ/ يمنى على حق الطفل على الأسرة في الاستعداد لتربيته.

وقالت: الطفل المحتضن حقه على الآباء والأمهات إنهم يذاكروا ويتعلموا إزاي يقدروا يربوا تربية سوية و يدعموا مشاعره ويستعدوا لوجوده في حياتهم مدى الحياة.

الطفل المحتضن طبقًا للشريعة لا يرث، لكن ممكن ياخد الاسم الأول من الأب أو الاسم الأول من الأم.

اقرأ أيضًا: شروط الاحتضان في مصر.. إجابة لكل سؤال

إيه شكل الدعم اللي بتساعدوا به الأسر المحتضنة، هل دعم مادي مثلًا؟

بنقدم للأسر الدعم النفسي والمساعدة من خلال ورش متواصلة شهريًا للأسر المقبلة على الاحتضان والأسر الحاضنة.

وبنقدم كل الأدوات والأجهزة اللازمة للرضاعة ومتابعة الإرضاع بواسطة دكاترة استشاريين وكمان اختصاصيين تربية إيجابية وتربية جنسية وتخاطب لمساعدة الأم في كل مراحل الطفل.

وكمان أنشطة ترفيهية للأسر وتجمعات لتقديم الدعم المعنوي والنفسي وسماع شكاوى الأمهات.

أما تقديم الدعم المادي في حالات خاصة لو أم أو طفل محتاج عملية وامكانياتهم المادية محدودة.

نصيحة منك لكل ست بتفكر في الاحتضان بس مترددة وخايفة؟

أقول لكل ست إن التردد والخوف أحاسيس طبيعية بلاش تلومي نفسك عليها لأن القرار صعب ومفيش رجوع لبقية حياتك.

ونصيحتي لكل أم ترتب أولوياتها وتعمل خطة لمدة 20 سنة قدام، وتسمع تجارب إيجابية وكمان سلبية عن الاحتضان قبل اتخاذ القرار.

تقولي إيه للمجتمع اللي بيرفض الاحتضان وبيخافوا من هوية الأطفال؟

رسالتي للمجتمع إن الحياة قاسية عليهم بلاش نخليها أقسى، لو مش عارفين أو مش عايزين نحتضنهم في بيوتنا.

يبقى على الأقل نرحمهم لما نقابلهم في حياتنا صدفة ومش نوقف حالهم بكلمة هنتحاسب عليها أمام الله.

إيه الهدف البعيد من المؤسسة، نفسك توصلي لايه؟

هدفي إن الاحتضان في مصر تبقى مؤسسة عالمية دولية.

تساهم إن كل طفل فقد رعاية والديه على مستوى العالم، يكون داخل أسرة عندها الوعي الكافي لتربيته تربية سليمة.

وختامًا، بشكر أ/ يمنى دحروج على الحوار الممتع ده عن الاحتضان، وبشكر كل أسرة حاضنة على مواجهة كتير من التحديات في المجتمع.

الأطفال مكانهم الطبيعي البيوت، والاحتضان في القلوب قبل البيوت هو حق لكل طفل لوجوده وسط أب وأم وأسرة بتحبه تتقبل وجوده وتقدم له الدعم.

ابنك مش ضروري يكون من دمك، يكفي إنه يكون اختيارك وتكون أنتِ نجاته.

اترك رد