الولادة القيصرية – ضرورة أم مخاطرة؟!

كتبت: د. تقى خالد

الولادة القيصرية أكثر الجراحات التي تُجرى في العالم في وقتنا الحالي، وتنقذ ملايين الأمهات والأطفال سنويًا من مخاطر ومضاعفات الحمل والولادة، ولكن في الوقت ذاته، يمثل انتشارها الواسع مؤخرًا لغير حاجة طبية مدعاة للقلق.

أثبتت الإحصائيات الحديثة أن نسبة هائلة من النساء يفضلن الولادة القيصرية عن الولادة الطبيعية، وبحسب مجلة “لانسيت” الطبية، فإن الثلاثين سنة الماضية شهدت ارتفاعًا أكثر من 10-15% من النسبة المحددة السابقة للجراحات القيصرية دون سبب طبي يستدعي ذلك.

فما الذي جعلها تلقى ذلك الرواج؟ هل الجراحة القيصرية آمنة لكِ ولجنينك؟ وكيف تقررين إذا كنت تحتاجين لذلك التدخل الجراحي؟

في هذا المقال، سنعرض لكِ كل ما تودين معرفته عن الجراحة القيصرية ودواعيها وكيفية الاستعداد لها والتعافي منها بأسرع وقت.

تعريف الولادة القيصرية

هي عملية جراحية تهدف إلى ولادة الجنين عن طريق شق البطن والرحم وإخراج الجنين والمشيمة من ذلك الشق، وتُستخدم تلك الوسيلة كبديل للولادة الطبيعية المهبلية في عدة حالات اعتمادًا على حالة الجنين أوالأم أو كليهما.

يمكن تقسيم الولادة القيصرية إلى أنواع عدة من حيث:

شكل الشق الجراحي:

شق عمودي في مركز البطن.
شق أفقي سفلي فوق العانة مباشرةً، وهو الأكثر شيوعًا في وقتنا الحالي.

سبب إجراءها: تتنوع أسباب الجراحة بين:

الانتقائية: تكون بناءً على طلب الأم وغالبًا تكون بغير ضرورة طبية، وهذا النوع في زيادة مستمرة تثير القلق.
المخططة: يحددها الطبيب وتكون لضرورة طبية مثل اختلاف وضعية الجنين عن الوضعية المناسبة للولادة الطبيعية أو كبر حجمه.
الطارئة: تُجرى عند مواجهة صعوبات خلال الولادة الطبيعية.

دواعي الولادة القيصرية

السؤال الذي قد يطرق ذهنك الآن: هل أنا بحاجة للولادة قيصريًا؟ الحقيقة أن طبيبك الخاص هو الشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك؛ إذ سيقرر ضرورة الولادة قيصريًا إذا استدعى ذلك ضرورة طبية مثل:

عدم التناسب بين حجم الطفل وحجم حوض الأم.

إذا كانت المشيمة تغطي عنق الرحم في حالة المشيمة المنزاحة (placenta previa).

خروج جزء من الحبل السري ليسبق خروج الجنين.

إذا خضعت الأم لولادة قيصرية سابقة.

عدم اتساع عنق الرحم بما يتناسب مع الانقباضات القوية خلال المخاض.

إذا كانت وضعية الجنين غير مناسبة للولادة الطبيعية مثل الوضعية المقعدية.

مشكلات صحية للأم مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السكري.

لماذا تلجأ النساء للولادة القيصرية؟

تفضل بعض النساء الجراحة القيصرية؛ إذ تتيح لهم الفرصة ل:

الحد من القلق المصاحب لعدم معرفة الوقت المحدد للولادة الطبيعية.
اختيار اليوم المناسب لولادة الطفل.
الحفاظ على شكل المهبل.
تجنب الألم المصاحب للولادة الطبيعية.

مخاطر الولادة القيصرية

مخاطر على الطفل

اضطرابات تنفسية للطفل في أثناء الولادة.
أخطاء جراحية، كحدوث خدوش في جسم الطفل، ولكن تلك الأخطاء نادرة الحدوث في الوقت الحالي.

مخاطر على الأم

حدوث عدوى في الجرح الناتج عن شق البطن.
مخاطر متعلقة بالتخدير كأي عملية جراحية أخرى.
حدوث نزيف شديد سواء خلال الولادة أو بعدها.
زيادة احتمالية حدوث الجلطات التي قد تنتقل إلى الرئة وتسبب انصمام رئوي مما يهدد حياة الأم.
زيادة المخاطر المصاحبة للحمل في المستقبل كالمشيمة المنزاحة وتمزق الرحم.

الاستعداد للولادة القيصرية

إذا قرر طبيبك الخاص ضرورة إجراء الجراحة القيصرية، فسيطلب منك بعض التحاليل، مثل: فحص الدم الشامل ونسبة الهيموجلوبين في الدم، وقد ينصحك بعدة نصائح، منها:

تجنب تناول الطعام الصلب لمدة 8 ساعات قبل الجراحة القيصرية.
الاستحمام بصابون مطهر خاص سيحدده لك طبيبك.
تجنب إزالة شعر البطن أو العانة؛ إذ يفاقم ذلك من احتمالية حدوث عدوى.

عليكِ مناقشة طبيبك الخاص في كل ما يقلقك وعن طرق تخفيف الألم المستخدمة، كما عليكِ أن تسأليه عن كافة الطرق الوقائية التي يمكنك اتّباعها لتفادي مضاعفات الولادة القيصرية.

التعافي من الولادة القيصرية

الجراحة القيصرية تشكل عبئًا على جسدك، لذا عليكِ إعطاء جسدك الوقت الكافي للتعافي من تلك التجربة، إليكِ بعض النصائح للتعافي بشكل أسرع:

احصلي على ما يكفي من الراحة، سيستغرق جسدك ستة أسابيع في الأقل للتعافي كليًا من آثار الجراحة القيصرية.
اجعلي كل شيء تريدينه في متناول يديك، كالطعام والشراب وحفاضات الطفل؛ حتى لا تضطري إلى نهوض من مكانك كثيرًا.
اطلبي الدعم النفسي ممن حولك.
تجنبي ممارسة الجنس حتى تسألي طبيبك الخاص.
احرصي على تناول الأغذية الصحية فهي تعزز من تعافيكِ، كما تساعدك على إدرار اللبن الكافي والمغذي لطفلك.

ختامًا، بالرغم من دور الولادة القيصرية الفعّال في إنقاذ ملايين الأمهات والأطفال سنويًا، فستبقى الولادة الطبيعية المهبلية الطريقة المثلى لولادة طفلك ما لم يكن هناك سبب طبي يستدعي التدخل القيصري.

المصادر: