كتبت: تقى خالد
شرُف شهري التاسع من الحمل على الانتهاء، لا أستطيع الانتظار أكثر من ذلك لرؤية ذلك الصغير الذي طال علي الشوق في انتظار رؤيته.
ولكن لا أستطيع أن أخفي أن ذلك الشوق ممتزج بالخوف والحيرة…كيف سألد طفلي؟ هناك خياران أمامي، لكن لا أستطيع أن أحكم أيهم الأنسب، هل ألجأ للولادة القيصرية؟ لكني أشعر أن الولادة الطبيعية هي الأفضل، مع ما أشعر به من خوف، ماذا أفعل؟َ!
السطور القادمة ستساعدك في التغلب على تلك الحيرة. في هذا المقال سنعرض لكِ كل ما تودين معرفته عن الولادة الطبيعية؛ مميزاتها وعيوبها وطرق تسهيلها وتخفيف ألمها.
تعريف الولادة الطبيعية
هي المرحلة التي ينتهي بها الحمل بخروج طفلك من رحمك دون تدخل جراحي أو دوائي بما يتضمن المسكنات بأنواعها.
الولادة الطبيعية هي الطريقة الأكثر أمانًا للأم والجنين لإنجاب الطفل ما إذا اكتمل نموه (ما بين 37-42 أسبوع) وما لم يكن هناك سبب طبي يستدعي اللجوء لسُبل أخرى.
مراحل الولادة الطبيعية
بالطبع لكل أم تجربة خاصة ومميزة لها، لكن فهم مراحل الولادة الطبيعية بشكل عام سيجعلك أكثر استعدادًا لخوضها.
المرحلة الأولى: الانقباضات المنتظمة
هي أطول مراحل الولادة. فيها تبدأ انقباضات الرحم التي تأخذ في الانتظام والتسارع تدريجيًا لفتح عنق الرحم، وتنقسم هذه المرحلة إلى فترتين:
- المخاض المبكر أو المَخاض الكامن: تشعرين فيها ببعض الانقباضات الخفيفة غير المنتظمة. وفيها يبدأ عنق الرحم في الاتساع من الصفر حتى الوصول لاتساع ٦ سم.
قد تستغرق هذه الفترة عدة ساعات تصل إلى ١٨ ساعة أو أكثر خاصةً عند النساء اللاتي يلدن للمرة الأولى.
خلال تلك الفترة، احرصي على فعل ما يجعلك أكثر راحة. مثل: المشي أو الاغتسال بماء دافئ أو تغيير وضعك حتى تصلين للوضع الأكثر راحة.
- المخاض النشِط: هي الفترة المناسبة للذهاب إلى المستشفى أو مركز الولادة. فيها يستمر عنق الرحم في الاتساع بمعدل سم في الساعة نتيجة ازدياد سرعة وقوة الانقباضات وتقاربها، وتنتهي باتساع عنق الرحم ليصل إلى ٨ :١٠ سم.
خلال تلك الفترة، قد تشعرين بتشنجات في القدم وألم في ظهرك، كذلك قد يصيبك الشعور بالغثيان وقد تشعرين بتمزق كيس الماء.
المرحلة الثانية: اتساع عنق الرحم التام وخروج الطفل
هي مرحلة خروج صغيرك، التي قد تستغرق بضع دقائق أو عدة ساعات لدفع ذلك الصغير إلى عالمه الجديد خارج رحمك.
قد تطول مدة هذه المرحلة في النساء اللاتي تلدن لأول مرة وأيضًا للنساء اللاتي يخضعن للتخدير النصفي.
في هذه المرحلة ما عليكِ إلّا أن تدفعي طفلك للخارج عندما يخبرك الطبيب وتتوقفي أيضًا عن الدفع عندما يخبرك بذلك تجنبًا لتهتك أنسجة المهبل.
فيما مضى، كان يلجأ الأطباء لعملية شق العجان -المنطقة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج- لخفض احتمالية حدوث تمزقات المهبل أثناء الولادة، لكن أثبتت الدراسات الحديثة أن إجراء هذه العملية بشكل روتيني دون داعٍ طبي ليس الخيار الأمثل، لما لها من مضاعفات وألم بعد الولادة.
تأكدي من مناقشة طبيبك الخاص في زيارات ما قبل الولادة عن قلقك حول عملية شق العجان وعن رغبتك في الخضوع لها فقط إذا استدعت الحالة خلال الولادة.
المرحلة الثالثة: خروج المشيمة
يظن البعض خطئًا أن الولادة تنتهي بخروج الطفل. الحقيقة أن الولادة لا تنتهي بذلك؛ إنما تنتهي بخروج المشيمة وهي النسيج الذي كان يغذي جنينك طوال فترة الحمل ويمدّه بالأكسجين ويخلصّه الفضلات.
يعتمد خروج المشيمة على انقباضات الرحم التي تساعد على انفصال المشيمة من بطانة الرحم، وتستغرق تلك المرحلة في الأغلب دقائق معدودة بعد خروج الطفل، لكنها في بعض الأحيان، قد تستغرق وقتًا أطول يصل إلى نصف ساعة عقب ولادة الطفل.
مدة الولادة الطبيعية
تختلف مدة الولادة بطبيعة الحال من أم لأخرى باختلاف العديد من العوامل، من هذه العوامل:
- الولادة للمرة الأولى تستغرق وقتًا أطول من الولادة في المرات التي تليها.
- التخدير النصفي أو ما يعرف ب(إبرة الظهر) أو (Epidural anesthesia) : مع أنّها تساعد في تقليل ألم الولادة، إلّا أنها تجعل مدتها تطول بما له من آثار جانبية على صحة الأم والطفل.
- وضعية الطفل داخل الرحم فكلما كان الطفل أقرب للوضعية المثلى بأن يكون رأسه للأسفل ويكون مواجهًا لظهر الأم، سهّل ذلك من عملية الولادة الطبيعية وساهم في تقليل مدتها.
على عكس الوضعيات الأخرى التي قد يتخذها الجنين في بعض الحالات، مثل: الوضعية المقعدية والوضعية العرضية وغيرها.
تمارين تسهيل الولادة الطبيعية
هناك بعض التمارين التي يمكن القيام بها لتسهيل الولادة، لكن احرصي على استشارة طبيبك الخاص قبل ممارسة أي منها.
هذه التمارين قد تساعد في ارتخاء عضلات الحوض وتخفيف الألم:
- المشي: يساعدك المشي يوميًا في أثناء الحمل على توسيع الرحم؛ مما يساهم بدوره في ولادة أيسر.
- الصعود والهبوط: يمكنك ممارسة ذلك على سلم أو بالاستعانة بكرسي؛ حيث يساعد ذلك التمرين في الشهور الأخيرة على وصول الجنين للوضعية المناسبة للولادة.
- تمارين كرة الولادة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر.
- ممارسة اليوجا التي ستعطيكِ شعورًا بالاسترخاء والراحة.
أخيرًا،
فالولادة الطبيعية هي النهاية السعيدة لشهور حملك…هي حدث هام ستتذكرينه طوال حياتك؛ حيث امتزجت فيه مشاعرك الفيّاضة بعدما جاء ذلك الصغير ضيفًا جديدًا في أسرتك وأضاف إليها بهجة لا تُضاهى.
المصادر:
2 comments
Pingback: الولادة القيصرية - ضرورة أم مخاطرة؟! - Mothers Comfort Zone
Pingback: الولادة الطبيعية | أفضل الأوضاع لولادة بدون ألم - Mothers Comfort Zone