fbpx

التحرش الجنسي بالأطفال | الفرق بين التوعية والتربية الجنسية للأطفال

كتبت: أسماء شهاوي

أطفال اليوم ليسوا أبدًا كأطفال أمس، فما كنا ندركه نحن في طفولتنا لا يعدل شئ في ميزان وعي أطفالنا اليوم. انتشرت التكنولوجيا وفُتحت السماوات وأصبح الطفل بضغطة زر يتعرض لعالم ملئ بالشبهات والأخطار.

وتضاعفت مسؤولية المربين عن أشياء لم يكونوا على دراية بها سابقًا. ومن أدق هذه المسئوليات التربية الجنسية السوية للأطفال، حتى نقيهم عواقب جريمة التحرش الجنسي بالأطفال.

تُرى ما الذي يقع على عاتقي لأعلمه لطفلي وطفلتي؟! وهل هناك فرق بين التوعية الجنسية والتربية الجنسية؟! دعونا نفند الفرق بينهما في السطور التالية.

التحرش الجنسي بالأطفال


الفرق بين التوعية والتربية الجنسية للأطفال

جميعنا يعلم ماهي التوعية، فمع تكرار حالات التحرش بالأطفال في الفترة الأخيرة؛ أصبح الكل يعرف أهمية التوعية بأشياء مثل:

لا تخلع ملابسك أمام أحد، لا تجعل أحد يقبلك من فمك، ممنوع أن يرى أحدهم أعضاءك الخاصة، لا تدخل إلى الحمام بصحبة الغرباء، لا تجلس أو تقف بين أرجل ذلك الغريب.

وزاد وعي المربين بأهمية تواجدهم مع أطفالهم في الأماكن غير الموثوقة، وعدم التساهل في انفراد الأشخاص بأطفالهم.

لكن هذا ليس كافٍ للأسف، هناك عاملان رئيسان يعتمد عليهما المتحرش:

  1. جهل الطفل بالمعلومات الجنسية: يجعله لا يفهم مقدمات المتحرش التي يختبر بها وعي الطفل قبل إقدامه على جريمته.
  2. حب الاستطلاع: حيث يرغب الطفل في اكتشاف جسده وأجساد الآخرين ليعرف الفرق. أو يرغب في الحصول على معلومات فيبحث في المكان الخاطئ فيتعرض لما لا يحمد عقباه، أو يسأل شخص غير أمين فيستغل ذلك.

لذلك لابد من تربية جنسية سليمة للطفل. ويكون ذلك بإمداده بالمعلومات الجنسية تدريجيًا حسب سنه ووعيه، ويمكن البدء من سن الأربع سنوات بتعريف الطفل الفرق بين أعضاء الذكر والأنثى.

في مرحلة لاحقة ننوه عن علامات البلوغ والتغير في الأعضاء الجنسية لكلا الجنسين، فنتحدث مع الصبي عن تغيرات جسد الفتاة والعكس.

لابد أيضًا من الحديث حول الشذوذ الجنسي والتوعية ضده، وفي مرحلة المراهقة يجب التطرق إلى الحديث عن العملية الجنسية بأسلوب مهذب مناسب لوعي المراهق.

فالتربية الجنسية معناها هو تقديم المعلومة الصحيحة للطفل بشكل راقي مناسب، لتجنبه البحث عنها بشكل غير صحيح. 

خطورة المبالغة في التوعية

“الشيء إن زاد عن الحد انقلب إلى الضد”، هناك فرق شاسع بين التوعية والتخويف. يختلف ذلك باختلاف أسلوب المُربي في تقديم المعلومة.

مثلًا من قواعد الحماية من التحرش “الحذر من الأقرباء”. ولكن إن بالغنا في تخويف الطفل سيفقد الأمان بشكل مرضي يضر شخصيته.

مثلًا لا أتحدث مع ابنتي في كل مرة تلعب فيها مع أبناء عمومتها عن إمكانية تحرش أحدهم بها، لكن أحيطها أنا بالعناية وأجنبها مواطن الشبهات وفرص تعرضها لتحرش.

والتوعية تكون على فترات، عن الحدود الشخصية واستحسان عدم اقتراب الأشخاص من بعضهم دون داعي عامة.

التحرش الجنسي بالأطفال

كذلك عدم الحديث مع الفتيات خاصةً بشكل منفر ومقزز عن العملية الجنسية حتى لا تنقلب كثرة الخوف إلى كوارث أخرى عند زواجها

تبقى المعادلة الصعبة هي إحاطة الطفل بالعناية الأبوية دون كبت حريته أو تهديد أمانه النفسي بكثرة التخويف.

وسائل الحماية من التحرش الجنسي بالأطفال

ذكرنا في مقال سابق الأسباب التي تؤدي للتحرش وتسهل مهمة المنحرفين أخلاقيًا في التعدي على الطفل، وتجنبها جميعًا هو أول خطوات الحماية.

أشبعوا أطفالكم حبًا وحنانًا وأحضانًا ولا تتركوهم فريسة لكل ذئب جائع يعطيهم بعض الحنان الذي هم جِياع له ليسلبهم ما هو أكبر.

كذلك نؤكد على أهمية بناء جسر ثقة بين الطفل ومربيه وخلق حوار دائم فعّال لمعرفة كل ما يدور بذهن الطفل وما يتعرض له من ضغوط.

كما نسأل الطفل أسئلة تثير ذهنه للحكي مثل: “هل هناك شخص لا ترد وجوده بالمدرسة؟”، ونصدّق الطفل إن عبّر عن استيائه من شخص ما أو أصّر على عدم التواجد معه. وحدس الأم سيخبرها مَن الصادق.

علامات تعرُّض الطفل لتحرش

يوجد الكثير من العلامات، منها جسدية مثل: نزيف بالملابس الداخلية للطفل، أو تورم واحمرار بالمنطقة التناسلية والدبر، أو كدمات وخدوش بأنحاء الجسد، أو الطفل لا يستطيع المشي أو الجلوس بشكل طبيعي.

وعلامات نفسية مثل: انطواء الطفل بشكل غير طبيعي، والخوف والارتباك المفاجئ، أو إيذائه لنفسه ومحاولة الانتحار، أو الذعر عند رؤية شخص معين وعدم رغبته بالتواجد معه. كذلك قد يحدث للطفل تبول لا إرادي مفاجئ، أو يتعرض لكوابيس خلال النوم، وأيضًا التلعثم والتهتهة المفاجئين.

ماذا أفعل لو تعرض طفلي لتحرش جنسي

عند شك المربي في تعرض الطفل لتحرش يجب أخذ الموضوع محمل الجد وعدم تركه للزمن ليداويه.

رد الفعل عند سماع هذا الخبر من الطفل هو أهم عوامل العلاج. فرد الفعل المذعور أو المخيف قد يزيد صدمة الطفل النفسية، في هذه اللحظة يحتاج الطفل إلى حضن طويل لطمأنته وامتصاص المشاعر السلبية. 

تصديق الطفل عندما يشتكي هام جدًا. وهناك فرق بين البحث لإثبات أن الأمر لم يحدث والتشكيك في كلام الطفل؛ وبين التحري لمعرفة كيف حدث ومن ثم علاجه.

يجب اللجوء لمختصين علاج نفسي وسلوكي وأطباء تناسلية إن لزم الأمر. فمعالجة الأمر في الصغر يقي الطفل من مضاعفاته وآثاره في الكبر.

حادث التحرش قد يتحول إلى شذوذ جنسي إن تم إهماله. أو يصبح الطفل متحرش إن مارس ما تعرض له مع آخرين، أو أن تتشوه نفسية الطفل في أضعف الاحتمالات.

ختامًا أتمنى أن تكون قد استفدت وازداد وعيك حول التحرش الجنسي بالأطفال. وأتمنى لك التوفيق والسداد في تربية أطفالك وألا ترى بهم سوءًا أبدًا. وأتمنى منك إن وجدت المقال مفيدًا، أن توعِّي غيرك وتشاركه مع مربين آخرين لتعم الفائدة.

مصادر: 

rainn

nctsn

rainn.org

who

nctsn.org

اترك رد