التسنين عند الأطفال | بين الألم والسعادة

كتبت: د. ندى الشاذلي

التسنين عند الأطفال! من منا لم تنتظر لحظة ظهور تلك اللآلئ اللامعة في فم صغيرها؟ فهي لحظات حقًا سعيدة تأتي بعد ليالٍ من المعاناة.  إليكِ في هذا المقال عزيزتي دليلكِ الشامل عن التسنين عند الأطفال وأهم أعراضه فهيا بنا.

ما التسنين؟

هو المرحلة التي تبدأ فيها الأسنان بالظهور في لثة الطفل، حيث تختلف بداية التسنين عند الأطفال من طفلٍ لآخر وفق عدة عوامل وهي:

• الوراثة: إذ غالبًا ما يبدأ الطفل التسنين وفقًا للعوامل الوراثية التي اكتسبها من والديه.
• الوزن: إذا كان أقل من المعدل الطبيعي وقت الولادة.
• الولادة المبكرة: ربما تؤدي إلى تأخير التسنين.

بداية التسنين عند الرضع

يبدأ التسنين عند الأطفال ما بين عمر الأربعة أشهر إلى سبعة أشهر في الغالب من عمر الطفل. لكن لا يوجد وقتًا محددًا لبداية التسنين، فهناك اختلافًا كبيرًا بين الأطفال حيال ظهور السِنة الأولى وذلك أمرًا طبيعيًا.

فلا داعي للذعر أبدًا إذا بلغ طفلكِ شهره السابع أو حتى التاسع ولم يحصل على أسنان بعد، ويمكنكِ استشارة طبيب الأطفال للاطمئنان على طفلكِ إذا أصابكِ القلق حيال ذلك.

التسنين عند الأطفال وأعراضه

تختلف علامات التسنين وأعراضه من طفل لآخر وليس بالضرورة ظهور كل الأعراض الآتية مثل:

• تورم اللثة.
• البكاء مع حالة من الهياج.
• ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم لا تتعدى 38 درجة.
• زيادة اللعاب مما قد يسبب احمرار وحساسية على وجه الطفل.
• الرغبة في العض على الأشياء الصلبة.
• فرك الخد أو شد الأذن.
• وضع اليد في الفم كثيرًا.
• السعال.
• اضطرابات النوم.
• تغيُّر في شهية الطفل، إذ يوجد علاقة بين التسنين ورفض الأكل لما يسببه المص في أثناء الرضاعة من زيادة التهاب اللثة، فيصعب عليه الرضاعة والأكل.

مع أنّ تلك هي الأعراض الشائعة، إلا أنكِ قد تتفاجئي  بظهور سِنةٍ لطفلك دون أن يمر بأية أعراض.

التسنين والإسهال

ربما يكون التسنين مؤلمًا، لكنه ليس سببًا يجعل الأطفال يمرضون، فإذا صاحب التسنين عند الأطفال أحدى الأعراض الآتية يجب عليكِ استشارة الطبيب على الفور مثل:

• إسهال.
• قيء.
• ظهور طفح جلدي على الجسم.
• وجود صديد أو نزيف في اللثة.
• تورم في الوجه.
• ارتفاع شديد في درجة حرارة الطفل.
• سعال مع احتقان في الزور.

ففي هذه الحالة لا يمكن التغاضي عن تلك الأعراض لأنه لا يمكن أن يكون التسنين هو سببها. 

التسنين المبكر

قد تلاحظ الأم في بعض الأحيان بداية مرحلة التسنين عند الأطفال في سن مبكر لطفلها الذي لم يتعد عمره الثلاثة أشهر.

لكن لا داعي للقلق، إذ يمر الطفل بمرحلة نمو طبيعية جدًا لكنه قد يكون متقدمًا قليلًا عن غيره من الأطفال، يبدو أنكِ أمًا محظوظة لاستقبالكِ أول أسباب السعادة التي تنتظرها الأمهات.

عدد أسنان الأطفال اللبنية

غالبًا ما يحصل الأطفال على عدد من الأسنان عند بلوغهم سنًا معينًا كما يلي:

• 4 أسنان عند عمر 12 شهرًا.
• 8 أسنان عند عمر 15 شهرًا.
• 12 سنًا عند عمر 19 شهرًا.
• 16 سنًا عند عمر 23 شهرًا.

وهكذا يصل إجمالي عدد أسنان الطفل إلى 20 سنًا لبينًا عندما يتم عامه الثالث.

ولكن، تذكري عزيزتي أنها مجرد أرقام وليست قاعدة ثابتة، فلكل طفل ظروفه الخاصة به وحده، وهذا لا يعني أنه متأخرًا عن أقرانه. 

أما في حالة إذا ما بلغ طفلكِ 18 شهرًا من عمره ولم تظهر لديه أي أسنان؛ فلا تترددي في زيارة طبيب أسنان أطفال لتقييم حالته، والتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية بسبب سوء التغذية أو نقص الفيتامينات أو قصور نشاط الغدة الدرقية.

ترتيب ظهور الأسنان عند الأطفال

يختلف موعد ظهور الأسنان اللبنية وترتيبها حيث تظهر الأسنان السفلية “القواطع المركزية” أولًا. ثم تبدأ الأسنان الأمامية العلوية في الظهور وتليها الأسنان التي على جانبيها.

وأخيرًا، تظهر الأسنان الجانبية للأسنان المركزية السفلية وبذلك تكون اكتملت القواطع الأمامية كلها. تتوالى الضروس الأمامية في الظهور وتتبعها الضروس الخلفية باكتمال العام الثالث للطفل.

نصائح لتهدئة طفلكِ في أثناء التسنين

لا تقو أي أم على رؤية صغيرها يتألم، لذا سأعرض عليكِ بعض المحاولات المنزلية الآمنة التي قد تساعدكِ على تهدئة طفلكِ:

• دلكي لثة طفلك برفق باستخدام إصبعك النظيف، أو قطعة من القماش المبلل.
• استخدمي ألعاب التسنين البلاستيكية أو المطاطية المبردة ولا تستخدميها مجمدة على الإطلاق.
• قدمي شريحة صغيرة من الخيار البارد -إذا كان طفلك بدأ الأكل فعليًا- ربما تجعله يشعر بالتحسن.
• لا مانع من استخدام بعض المسكنات بعد استشارة طبيب الأطفال.
• احذري استخدام جل التسنين الذي يحتوي مادة بنزوكايين (Benzocaine)، حيث أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرات بشأن استخدام تلك المنتجات للأطفال دون سن الثانية.

ختامًا، إن التسنين وأعراضه مرحلة يمر خلالها كلًا من الأم والطفل ببعض اللحظات الصعبة؛ إلا أنها من أُولى الذكريات التي تحفر في ذاكرة الأم لترويها لأطفالها بإبتسامة تمحو أي معاناة سابقة.

المصادر:

webmd

medicinenet

healthline

webmd.

whattoexpect