فوائد الرضاعة الطبيعية | الغذاء السحري لطفلِك

كتبت: ولاء سيد

أود في البداية أن أهنئكِ -عزيزتي الأم- على وصول مولودكِ الجديد بسلام، وبنزول أول نقطة حليب من ثديكِ لإرضاعه. كما أشجعك أيضًا على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد لا حصر لها لكِ ولصغيركِ.

سنسرد معًا في هذا المقال فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، وكيف أن إرضاع الطفل خلال الشهور الأولى -على الأقل- يمكنه أن يؤثر على صحته الجسدية والنفسية فيما بعد.

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل غذاء للطفل، ولا يحتاج إلى تناول أية أطعمة أخرى خلال الستة أشهر الأولى.

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة إرضاع الطفل حتى سن العام ونصف في الأقل، ويُفضل حتى إتمام العامين أو أكثر.

قبل أن نوضح فوائد الرضاعة الطبيعية، هيا بنا نتعرف أولًا إلى مكونات ذلك الغذاء المذهل الذي يخرج من أقرب مكان لقلب الأم، ويُصنع خصيصًا لصغيرها.

مما يتكون حليب الأم؟

يعد حليب الأم غذاء متكامل ومثالي للمولود الجديد، إذ إنه يشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل بطريقة صحية.

يتغير قوام وتركيز العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم تبعًا للمرحلة العمرية للطفل؛ لتلبية احتياجات جسمه الذي ينمو باستمرار.

لذلك هيا بنا -عزيزتي الأم- نتعرف إلى مكونات ذلك الغذاء المذهل الذي يشمل ما يلي:

1. الماء

يشكل النسبة الأكبر من حليب الأم وتبلغ حوالي ۹۰%، وهذه الكمية كافية لتوفير الماء الذي يحتاجه طفلك خلال الستة أشهر الأولى من الرضاعة دون شرب ماء من أي مصدر خارجي.

يحتاج جسم طفلكِ إلى الماء للقيام بجميع العمليات الحيوية على أكمل وجه، ثم أن الماء يحمي الطفل من الجفاف، وينظم درجة حرارة جسمه، بالإضافة إلى ترطيب مفاصله.

2. البروتينات

تمثل حوالي 1% فقط من حليب الأم، وهي نسبة ضئيلة جدًا مقارنةً بتلك الموجودة في حليب الأبقار، وتتميز بأنها سهلة الهضم، ومن أمثلتها اللاكتوفيرين والكازين والليزوزيم.

تلعب البروتينات دورًا هامًا في بناء وإصلاح أنسجة الجسم، وتدخل في تركيب الإنزيمات والهرمونات والأجسام المضادة.

3.  الكربوهيدرات

يستمد جسم طفلكِ طاقته من الكربوهيدرات الموجودة في الحليب مثل سكر اللاكتوز والسكريات قليلة التعدد.

4. الدهون

لا تتعدى نسبتها ٤%، ولكنها تحتوي على أكثر من نصف السعرات الحرارية الموجودة في الحليب، لذلك تساهم بشكل كبير في زيادة وزن طفلكِ.

تتضمن الكوليسترول الجيد والأحماض الدهنية غير المشبعة مثل حمض (DHA)، الذي يعزز وظائف دماغ طفلك ويطور جهازه العصبي.

5. الفيتامينات والمعادن

يحتوي الحليب على الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة طفلك مثل حمض الفوليك وفيتامين ب6 والكالسيوم والحديد والزنك.

6. الهرمونات والإنزيمات:

تفرز مع الحليب وتساعد في تنظيم ضغط الدم وعمليات النمو والأيض، وتلعب الإنزيمات دورًا هامًا في هضم الدهون والبروتينات.

7. الأجسام المضادة

أثبتت الدراسات أن الجسم المضاد (IgA) يُفرز في الحليب ويُشكل طبقة داخل رئتي الطفل وأمعائه، ليمنع دخول أي ميكروبات داخل الجسم.

والآن بعد أن تعرفنا على تلك العناصر الغذائية العظيمة المكونة لحليب الأم، هيا بنا نوضح فوائد الرضاعة الطبيعية.

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

تتعدد فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، ولكن دعيني في البداية أوضح لكِ الفوائد الخاصة بطفلكِ.

مصدر مثالي للغذاء

كما ذكرنا سابقًا أن حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الطفل، ويختلف تركيب تلك العناصر تبعًا لعمر الطفل وما يحتاجه في ذلك الوقت.

حليب اللبأ المعروف باسم (لبن السرسوب) هو الحليب الذي يتغذى عليه الطفل خلال الأيام الأولى من الرضاعة، ويتميز بلونه الأصفر وقوامه السميك.

يحتوي حليب اللبأ على كمية قليلة من الدهون لأن الجهاز الهضمي للطفل لا يستطيع هضمها بسهولة.

ويحتوي أيضًا على كمية أكبر من البروتين والمركبات ذات القيمة الغذائية العالية.

يُساعد حليب اللبأ على تطور الجهاز الهضمي للطفل حتى يتحمل كميات الحليب الأكبر التي يُنتجها الثدي فيما بعد.

ربما ينقص هذا الحليب (فيتامين د) خاصةً إذا كانت الأم لا تتناول كميات كافية من الطعام الذي يحتوي على هذا الفيتامين. لذلك قد يحتاج طفلكِ في بداية الأمر إلى نقط فيتامين د؛ لتعويض ذلك النقص.

يعزز المناعة ويحمي الطفل من الأمراض

إن مناعة صغيرك في بداية الأمر تكون ضعيفة ولا تستطيع مواجهة الميكروبات التي تصيبها أول مرة، لذلك يحتوي الحليب على الأجسام المضادة التي تحارب تلك الميكروبات وتعزز المناعة.

تعمل الأجسام المضادة الموجودة في الحليب كمصل طبيعي لحماية طفلكِ من بعض الأمراض مثل:

• البرد.
• التهابات الجهاز التنفسي.
• التهابات الأذن الوسطى.
• الأمراض التحسسية.
• عدوى الجهاز الهضمي.

أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال الذين لا يرضعون من الثدي أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والعدوى.

تحافظ على الوزن الصحي للطفل

أثبتت بعض الدراسات أن احتمالية الإصابة بالسمنة تقل لدى الأطفال الذين يرضعون من الثدي مدة لا تقل عن أربعة أشهر، وربما يرجع ذلك إلى وجود بكتيريا مفيدة في حليب الأم، والتي تؤثر على عملية تخزين الدهون في الجسم.

يحتوي حليب الأم على هرمون اللبتين (Leptin) المنظم للشهية وتخزين الدهون في الجسم.

يجعل الطفل أكثر ذكاءًا

أوضحت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي لديهم نسبة ذكاء عالية، ويرجع ذلك إلى الدور الفعال الذي يلعبه حليب الأم في نمو دماغ الطفل وتطور قدراته العقلية.

يحافظ على صحة طفلك النفسية

لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على تحسين صحة الطفل الجسدية فقط، ولكنها تؤثر أيضًا بالإيجاب على صحته النفسية.

تحمل الأم صغيرها بين ذراعيها خلال الرضاعة وتقربه من صدرها وتستشعر نفسه الهادئ، ويلامس جلدها جلده الناعم وتنظر بحب وحنان في عينيه ثم يهدأ ويشعر بالأمان.

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

الرضاعة الطبيعية لها وجه آخر إيجابي، ولكن هذه المرة لكِ أنتِ -عزيزتي الأم- وسنوضح بعض من هذه الفوائد فيما يلي:

تساعدكِ على تقلص حجم الرحم بعد الولادة

يتمدد الرحم بشكل كبير خلال فترة الحمل، ثم يفرز الجسم بعد الولادة هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يساعد على وقف النزيف وتقلص حجم الرحم.

يستمر إفراز هرمون الأوكسيتوسين خلال الرضاعة الطبيعية، وذلك يُقلل فترة النفاس ويساهم في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد وقتٍ قصير من الولادة. 

تحميكِ من الاكتئاب

كشفت بعض الدراسات أن السيدات اللاتي يرضعن طبيعيًا أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، في حين تعاني السيدات اللاتي يواجهن مشكلات في الرضاعة الطبيعية هذا الاكتئاب مبكرًا بعد الولادة.

تقيكِ من الأمراض

تحميكِ الرضاعة الطبيعية من الإصابة بعدد من الأمراض ومنها:

• السرطان.
• ارتفاع ضغط الدم.
• التهاب المفاصل.
• السكري.
• أمراض القلب.

تمنع نزول الدورة الشهرية

تتوقف عملية التبويض عن بعض السيدات وبالتالي تتوقف الدورة الشهرية بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية، لذلك قد لا تحتاجين إلى أية وسيلة منع حمل خلال تلك الوقت.

إليكِ بعض فوائد الرضاعة الطبيعية الأخرى مقارنةً بالرضاعة الصناعية:

• توفر لك المال.
• تقلل من استهلاك الوقت نظرًا لعدم حاجتكِ لغسل وتعقيم زجاجات الحليب.
• توفر المجهود المبذول لتدفئة الحليب خاصةً خلال الليل.
• متوافرة في أي وقت وأي مكان يحتاجه الطفل.

ختامًا، أتمنى أن أكون أوضحت لكِ فوائد الرضاعة الطبيعية، وأود أن أُشجعكِ على هذا العمل العظيم الذي تقومين به، فهو حقًا استثمار مذهل لصغيركِ. وفي حال واجهتكِ أية مشكلات تخص الرضاعة الطبيعية توجهي فورًا إلى أقرب استشارية رضاعة لتساعدكِ على حل مشكلتك. 

المصادر:

healthline

verywellfamily

health

webmd