كتبت: تقى خالد
ها أنا أستقبل نتيجة اختبار الحمل لأجد أن الحلم قد تحقق وما أنا إلّا على بُعد بضعة أشهر من استقبال صغيري.
لكن، لا أخفيكم سرًا، فأنا أشعر بالخوف الشديد… ما الذي ينتظرني خلال التسعة أشهر القادمة؟ هل يتغير الكثير في جسدي؟ هل هناك ما يجب عليّ معرفته لخوض تجربة حمل أكثر سهولة؟
معرفتك بالتغيرات التي ستحدث لجسدك خلال الحمل ستجعلك تواجهينها بثقة أكبر، وتساعدك في اجتياز تلك المرحلة بسهولة ويسر. في السطور القادمة، سنعرض لكِ كل ما تودين معرفته عن تغيرات الحمل في فتراته المختلفة.
تغيرات الحمل خلال الثلث الأول
بالرغم من أن التغيرات الجسدية في مظهرك الخارجي في الثلث الأول من الحمل تكون غير ملحوظة نسبيًا. بدأت بطنك لتوّها في البروز بشكل بسيط، إلّا أن هناك تغيرات داخلية عدّة تحدث خلال تلك الفترة؛ أبرزها تغيرات هرمونية.
ولعل أكثر التغيرات التي يمكنك ملاحظتها هي:
تأخر الدورة الشهرية
أول تغيرات جسدك التي يمكنك ملاحظتها-خاصةً إذا كانت دورتك الشهرية منتظمة ولا تعانين أي اضطرابات سابقة في الدورة الشهرية-.
إذا لاحظتِ تأخر دورتك الشهرية وتشكين في احتمالية حدوث حمل، يمكنك إجراء اختبار الحمل المنزلي الذي يعطيكِ نتيجة سريعة قبل الذهاب لطبيبك الخاص.
تغيرات هرمونية
في الفترة الأولى من الحمل، تبدأ هرمونات جسدك بالتغير لتُعد جسدك لاستقبال طفلك. لكن التغيرات الحادة في مستوى بعض الهرمونات في الدم قد تسبب لكِ عدم الارتياح في بعض الأحيان مع حدوث التقلبات المزاجية خاصةً في الشهور الأولى من الحمل.
ومن أبرز الهرمونات التي تزداد نسبتها في الدم خلال أشهر الحمل بشكل ملحوظ:
- الإستروچين: تستمر زيادة مستوى الإستروچين في الدم لتبلغ أقصاها في الثلث الأخير من الحمل؛ حيث يساعد في نمو الرحم كما يساعد في نمو وتطور طفل.
تُعد زيادة هرمون الاستروچين هي السبب الرئيس لأعراض الغثيان والقيء التي تعانيها الحامل في بداية فترة الحمل.
- البروچيستيرون: زيادة هرمون البروچيستيرون الذي يعمل على تأمين إمداد الدم لجدار الرحم وزيادة سمكه، كما يمنع حدوث انقباضات في عضلات الرحم خلال فترة الحمل.
لكنه يعمل أيضًا على إبطاء انقباضات العضلات الموجودة في جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى انخفاض معدل التبرز ويعطي شعورًا بالحموضة قد لا يريحك في بداية الحمل.
أقرأي أيضًا: التغذية السليمة للحامل | 7 عناصر ضرورية لكِ ولجنينِك
تغيرات جلدية
- تصبغات الجلد أو البقع الداكنة التي يطلق عليها (كلف الحمل) التي قد تلاحظينها في جسدك، خاصة الوجه وحول حلمة الثدي وحول المنطقة التناسلية.
تختفي معظم هذه التصبغات بعد ولادة الطفل بفترة قد تقصر أو تطول باختلاف بعض العوامل من سيدة لأخرى.
- الحبوب: قد تلاحظين بعض الحبوب التي تظهر في وجهك نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة إفرازات الغدد الدهنية التي تحدث خلال الحمل.
احرصي على استشارة طبيبك قبل تناول أو وضع أي دواء موضعي لمعالجة الحبوب حفاظًا على سلامة طفلك؛ فبعض المواد المستخدمة في علاج الحبوب قد تسبب تشوهات للطفل في أثناء نموه، مثل مادة التريتينوين.
تغيرات الثدي
- تغير لون الهالة المحيطة بحلمة الثدي لتصبح أغمق بشكل ملحوظ.
- بروز بعض الغدد على شكل نتوءات حول الحلمة تسمى غدد مونتغمري.
- تصبح الأوردة أكثر بروزًا تحت سطح الجلد.
- كِبر حجم الثدي وشد الجلد حوله، مما قد يؤدي إلى ظهور علامات التمدد مع الوقت.
تغيرات الحمل خلال الثلث الثاني
يُعد الثلث الثاني من الحمل أكثر فترات الحمل راحة لمعظم السيدات؛ حيث تبدأ الأعراض التي كانت تؤرقك في بداية الحمل مثل الغثيان والإمساك وغيرهما بالاختفاء تدريجيًا.
لكن هناك بعض التغيرات التي تصبح ظاهرة بشكل ملحوظ، مثل:
حجم البطن
يزداد حجم البطن بشكل يمكنك ويمكن لمن حولك ملاحظته نتيجة نمو رحمك واتساعه لنمو طفلك.
تغيرات جلدية
- علامات التمدد: بالرغم من عدم تفضيل السيدات لرؤية تلك العلامات، إلّا أن حدوث علامات التمدد يعني نمو طفلك وتأقلم جسدك ليسع ذلك الصغير الذي ينمو داخل رحمك.
تختلف احتمالية ظهور هذه العلامات باختلاف العوامل الوراثية، وقد تظهر علامات التمدد في أماكن أخرى غير البطن، مثل: الثدي والأرداف وغيرها.
بالرغم من انتشار العديد من المركبات التي تدّعي فاعليتها في إزالة علامات التمدد، إلّا أنه -حتى الآن- لم تُثبَت فاعلية أي من تلك المُركّبات.
- دوالي الساقين التي قد تظهر نتيجة زيادة ضغط الدم داخل الأوردة في الساقين، في أغلب الأحيان تعود تلك الأوردة لطبيعتها بعد الولادة بفترة قصيرة، لكنها قد تسبب بعض المضاعفات في نسبة ضئيلة من السيدات.
تغيرات الثدي
- يستمر ازدياد حجم الثدي وتصبح الغدد اللبنية أكثر نشاطًا نتيجة الزيادة المستمرة في مستوى هرمون الاستروچين في الدم.
- تبدأ الغدد اللبنية في إفراز اللبأ (Colostrum) الذي قد ترينه كمادة صفراء سميكة إذا قمتِ بلمس الحلمة أو تدليكها، لكن تجنبي استثارة الحلمة حتى لا تعرّضي نفسك وطفلك لولادة مبكرة.
تغيرات الحمل خلال الثلث الأخير
شرُفت رحلة الحمل على الانتهاء، وباقتراب الولادة، قد تلاحظين بعض التغيرات في جسدك بالإضافة إلى التغيرات السابقة التي حدثت في الثلثين الأول والثاني.
من هذه التغيرات:
- يصل حجم البطن أقصاه في الثلث الأخير من الحمل.
- ترتفع درجة حرارة الحامل بشكل بسيط؛ حيث يُخرِج جسد الطفل بعض الحرارة داخل رحمك.
- الرغبة المتكررة في التبول نتيجة ضغط الرحم على المثانة البولية.
- قد تلاحظين بعض التشنجات في ساقيك.
أخيرًا،
فتأمل تغيرات جسدك خلال الحمل يجعلك أكثر إدراكًا لتلك المعجزة التي تتكون داخلك، كما يمنحكِ الفرصة لتكوني أكثر استعدادًا لكل التغيرات التي قد تطرأ عليكِ، فاحرصي على متابعة كل ما يحدث داخل جسدك واستشيري طبيبك الخاص عند ملاحظة أي تغير يقلقك.
المصادر: