Mothers Comfort Zone Mothers Comfort Zone
كتبت غادة سامي
الحقيقة هي عجزنا أمام هذا الشبح، بين ترتيبات القدر وإهمال نُتهم به، وأعراض مرضية، واضطرابات سلوكية كلها في النهاية تجتمع سويًا فيظهر لنا التوحد!
طريق مظلم لا نملك خيارًا سوى أن نسلكه، لكن دعني أوجه مسارك إلى أمرٍ مهم “ما خلق الله تعالى داءً إلا وخلق له دواء”.
لذا في طريقنا للبحث عن العلاج علينا أن ندرك أولًا ما التوحد عند الأطفال، وكيف تظهر الأعراض، ولما يُصيب طفلي؟
ربما تفسيراتنا المنطقية لاضطراب طيف التوحد تصبح دافعًا للبحث عن علاج يربط بين كل المسببات المرضية، بالإضافة إلى التعديلات السلوكية والعلاج التأهيلي.
إذًا ما التوحد؟
حتى الآن لا يمكننا تفسير معناه، لكن ربما السلوكيات المختلفة التي قد تظهر على الطفل المصاب هي أبسط تعريف قد نتناوله.
حالة معقدة من المشكلات السلوكية، والتواصل الذي يكاد ينعدم، فاضطراب طيف التوحد يسيطر كليًا على مهارات الطفل.
فيصبح غير قادر على التعبير عن مشاعره بالكلمات، أو الإيماءات، أو حتى تعبيرات الوجه أو اللمس، ولديه صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التواصل معهم.
متى تظهر أعراض التوحد عند الأطفال؟
يختلف وقت ظهور الأعراض من طفل لآخر، فأحيانًا يمكننا تشخيصه منذ الولادة حيث لا يملك الطفل أي تقدم ملحوظ من التواصل البصري نهائيًا بالإضافة إلى أعراض تظهر تدريجيًا مع تقدم عمر الطفل.
أحيانًا أخرى تبدأ ظهور الأعراض بعد فترة من العمر ربما قبل بلوغ الثالثة من عمره، وقتها قد اكتسب الطفل مهارة وأخرى وفجأة توقف كل شيء، ونرجع للخلف من جديد فيما يطلق عليه البعض التوحد المكتسب حيث يفقد الطفل كل مهارة مكتسبة.
كيف تظهر أعراض التوحد عند الأطفال الصغار؟
قد يبدو غريبًا عندما تسمع أن طفلًا في عمر الأسبوعين مصابًا بالتوحد لكنها حقيقة قد تحدث، فتظهر بعض الأعراض من البداية وكذلك في المراحل الأولى من الطفولة، فمثلًا:
- لا يستجيب الطفل إلى اسمه.
- ينعدم لديه التواصل البصري.
- لا يبادلك الابتسامات.
- يشعر بضيق شديد إذا قدمت له طعامًا لا يحبه، أو صوت يكرهه، وكذلك رائحة يرفضها.
- لديه حركات متكررة مثل رفرفة اليدين، تحريك الأصابع في الهواء بطريقة غريبة، هز الطفل لجسده بشكل متكرر.
- إذا كان طفلًا متكلمًا فربما يصبح قليل الكلام، أو أحيانًا لا يتحدث نهائيًا.
- يكرر نفس العبارات بشكل عشوائي في غير محلها.
أعراض التوحد عند الأطفال الأكبر سنًا
إذا كان طفلًا مصابًا بالتوحد فربما توقعات الأهل لمهاراته قد تخيب، فمثلًا:
- لا يفهم الطفل ما يفكر به الآخرون، أو حتى ما يشعرون به.
- يجد صعوبة في تحديد مشاعره أو التعبير عنها.
- يتبع روتين يومي صارم وينزعج بشدة إذا تغير.
- يهتم ببعض الموضوعات أو الأنشطة دون غيرها.
- يشعر بضيق شديد إذا كلفته أمرًا، أو طلبت منه شيء ما.
- يرغب في أن يكون بمفرده دائمًا، فهو غير قادر على تكوين صداقات.
- لا يفهم مضمون العبارات بشكل صحيح.
هل يختلف التوحد عند الأطفال بين الأولاد والبنات؟
من الصعب اكتشافه عند البنات فهم أكثر هدوءًا ويخفين مشاعرهن، لذا قد يصبح مختلفًا بين الجنسين. لذا يعد التوحد عند البنات هو الأكثر شراسة وتعقيدًا.
أقرأي أيضًا: الباراسيتامول للحامل | دور المسكنات في الإصابة بالتوحد
لكن لمَ يصاب ابني بالتوحد؟
الدراسات الحديثة تناولت هذه القضية من عدة اتجاهات، فلا يوجد سبب واضح يمكننا تسليط الضوء عليه وعلاجه.
لكن ما نملكه هو البحث في كل الاتجاهات وبدء بروتوكولات العلاج في أسرع وقت، فربما تظهر أعراض التوحد عند الأطفال بسبب:
- الطفرات الوراثية (الجينية)
دعني أفسر لك ببساطة دراسة تمت في يونيو 2020 أجراها معهد سانفورد بورنهام بريبس للاكتشاف الطبي بجامعة رابورد في هولندا، تناولت البحث في طفرات جين CNOT1 الذي يؤثر على نمو الدماغ، ويضعف الذاكرة والتعلم.
بالتالي الأدوية التي تساعد في استعادة وظائف هذا الجين قد يكون لها تأثير علاجي.
ربطت المجلة الأمريكية للوراثة البشرية أن CNOT1 يتفاعل مع عدد من جينات طيف التوحد، ففتحت طريقًا للبحث في علاقة الطفرات الوراثية وظهور التوحد عند الأطفال.
- الاضطرابات الوراثية
تمثل الاضطرابات الوراثية نحو 20% أو أكثر من جميع الحالات، وتحدث نتيجة الطفرة الوراثية.
- سن الوالدين وقت ولادة الطفل.
افترضت نظرية مدى تأثير عمر الوالدين الأكبر سنًا في إنجاب طفل توحدي، ربما بسبب الطفرات العشوائية التي تحدث تلقائيًا مع تقدم العمر.
- اختلال الأيض
تشير الدراسات إلى علاقة التوحد عند الأطفال بوجود خلل وظيفي في الميتوكوندريا (مصدر الطاقة في الخلية) التي تعد من أساسيات الوظائف الخلوية التي تسهم بشكل مباشر في النمط الظاهري السلوكي للتوحد.
- التسمم بالمعادن الثقيلة والسموم البيئية
بعد تحليل المعادن السامة في الجسم وجدت علاقة بين شدة أعراض التوحد عند الأطفال وعبء الجسم المعدني السام على الطفل.
- تاريخ من الالتهابات الفيروسية
ربما تظهر أعراض التوحد عند الأطفال بالعدوى المباشرة للجهاز العصبي المركزي، أو بعدوى أماكن أخرى في الجسم تحفز إصابة الجهاز العصبي المركزي لتغيير استجابته المناعية.
- تعرض الجنين لأدوية حمض الفالبرويك (ديباكين) أو الثاليدومايد (ثالوميد)
ربطت دراسة مدى علاقة بعض الأدوية والمواد الكيميائية وظهور أعراض التوحد عند الأطفال.
- اقترحت بعض الدراسات وجود صلة بين التطعيمات والتوحد.
حيث أثير الجدل حول لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والمشاركة المحتملة للقاح MMR في تطور أعراض التوحد عند الأطفال.
ختامًا؛ بعيدًا عن أي مسمى قد يوصف به اضطراب طفلك، الآن هو دورك للبحث عن علاج التوحد!
المصادر:
