fbpx

عطايا القلب : هدية غالية من قلب محاربات السرطان

“عطايا القلب” فكرة رقيقة خرجت من قلب رحيم لدعم كل قلب محارب، أعمال فنية مميزة وراها فكرة عظيمة وحماس ونشاط وقهر للمرض اللعين.

في “أكتوبر الوردي” حبينا نسلط الضوء على نموذج مشرف لتلات بنات اختاروا يدعموا محاربات سرطان الثدي بطريقة مختلفة تمامًا.

اتكلمنا مع ا. “سمر طارق” احدى مؤسسات “عطايا القلب”. تعرفنا الهدف والفكرة من المشروع وازاي بيلعبوا دور كبير في دعم كل محارب للمرض، وده كان حوارنا: 

يعني ايه “عطايا القلب”؟

عطايا القلب هي كيان بيدعم فنانين أصحاب حرف وأعمال فنية يدوية، عن طريق بيع مشغولاتهم الفنية للناس من خلال جروب على فيس بوك، يعني توفير سوق جديد ليهم لعرض منتجاتهم.

كذلك توفير هدايا مختلفة للجمهور، بدل الورد والدباديب والهدايا التقليدية؛ يعني تقدر تقدم لحبايبك هدية مميزة شايلة معنى رقيق وجميل.

فكرة “عطايا القلب” جت منين؟

من اعمال فناني عطايا القلب
من اعمال فناني عطايا القلب

سألنا ا. سمر طارق عن أصل الفكرة وازاي جاتلهم؛ وقالت لنا كلام عظيم الحقيقة.

قالت: “أنا باشتغل في المجتمع المدني بقالي حوالي 13 سنة، من 2015 بدأت اتجه أكتر للأعمال الخيرية، وقررت اني أبدأ ازور أماكن زي مرسال ومستشفى دكتور مجدي يعقوب ومعهد الأورام ومستشفى بهية”.

وكملت: “وأنا بأزور مستشفى بهية ووحدة الدعم النفسي هناك، لقيت مريضة محاربة لسرطان الثدي؛ وعاملة فانوس جميل جدا من الخرز، ولما سألتها قالتلي ان صنع الفوانيس دي بيدعمها نفسيًا جدًا في مواجهة المرض، وبيخليها حاسة انها تقدر تسعد حد، وانها عاملة الفوانيس دي لزميلاتها في المستشفى عشان تفرحهم “

هدايا محاربات السرطان
من منتجات مشروع عطايا القلب

وأضافت سمر: “ساعتها كان داخل علينا رمضان، وأنا كنت متعودة أنا وأصحابي نشتري فوانيس للأطفال البسطاء والأيتام عشان نفرحهم، وقررت في لحظتها ان فوانيس السنة دي حتكون فوانيس خرز بإيد المحاربة العظيمة دي”.

وكملت: “واكتشفت كمان محاربات أخريات بيعملوا أعمال فنية جميلة جدًا، اكسسوارات وشنط وشغل ديكوباج”، ومن هنا جات الفكرة.

مين هم 3S؟

سألنا عن مؤسسين الفكرة، ويعني إيه شعار 3S الموجود على صفحة عطايا القلب، وقالت لنا: “لا طبعا أنا مكنتش لوحدي، أنا معايا صديقاتي (سمر محمود) و(صفا مصطفى)، احنا التلاتة اسامينا بحرف S”.

وقالت كمان: “أول ما جاتلي الفكرة اجتمعنا سوا، وفكرنا ليه منعملش منصة نعرض من خلالها الأعمال الفنية بتاعة محاربات السرطان، تبقى دعم ليهم في مواجهة المرض؟”.

هل هدايا “عطايا القلب” كلها من صنع محاربات السرطان؟

كنا عايزين نعرف هل منتجات عطايا القلب كلها من صنع محاربات سرطان الثدي، ولا في منتجات لناس مختلفة.

وقالتلنا: “أنا بأحب الهدايا، ودايمًا بأدور على هدايا مختلفة، وكمان بأزور محافظات كتير وبأحب أشوف أماكن مختلفة، وفي خلال زياراتي بدأت أكتشف فنانين بيعملوا أشغال جميلة جدًا”.

وكملت: “قابلت ناس بتعمل أشغال من الفخار والخشب والبورسلين والسيراميك، وقابلت صديق فنان لقيته بيعمل شغل شمع ممتاز جدًا”.

خلخال من صنع فتيات قبيلة العبابدة
خلخال من صنع فتيات قبيلة العبابدة

وعرضت علينا صورة خلخال رائع، وقالت لنا: “ده مثلا خلخال من صنع فتيات قبيلة العبابدة، قابلتهم وانا بازور مرسى علم في مرة، وشفت اد إيه شغلهم رائع، وعرضناه عندنا على المنصة”.

ومن هنا جه القرار: “قررت أنا وأصحابي ان مشروعنا حيكون دعم لكل أصحاب الأعمال الفنية المميزين، نساعدهم شغلهم يخرج للنور ويلاقي سوق كويس من خلال منصتنا”.

طرق اكتشاف المواهب

حبينا نعرف ازاي في عطايا القلب بيكتشفوا الفنانين اللي بيعرضوا شغلهم في المنصة.

قالت ا. سمر: “بدأت أنا واصحابي نزور معارض الأعمال اليدوية زي معرض تراثنا مثلًا، عشان نشوف الأشغال اليدوية والسوق فيه إيه وكمان ندور في المعارض على الأركان الخاصة بمحاربات السرطان وغيرهم”.

وكملت: “زرنا مرة مثلا معرض في جزء خاص بمنتجات مرضى ضمور العضلات، عارضين اكسسوارات وسلاسل في منتهى الجمال، اخدت منهم شغل، وزرنا واحة سيوة واخدنا اباجورات ملح رائعة من فنانين هناك”.

وفرجتنا صورة شنطة كروشيه جميلة جدًا قالت لنا انها من صنع فتاة مكافحة متعددة المواهب.

شنطة كروشيه من صنع فتاة محاربة
شنطة كروشيه من صنع فتيات عطايا القلب

وشفنا كمان صورة برواز خشب جميل جدًا من صنع فنانة في الزخرفة على الخشب والفخار.

وأضافت: “ده غير الزيارات الدائمة لمستشفى بهية واللي كان لينا فيها جندي مجهول بيكتشف المواهب ويعرفنا عليها”.

ازاي بدأت المبادرة

قالت: “بعد ما شفنا الأعمال الحلوة دي، قررت أنا وسمر وصفا نعمل جروب على فيس بوك نجمع فيه كل أصحابنا ومعارفنا ونخليه منصة نعرض عليها الأعمال الفنية دي”.

وكمان: “بدأنا نتواصل مع الفنانين ونسألهم إن كان عندهم استعداد لعرض أعمالهم عندنا، ورحبوا بالفكرة جدًا”

كملت: “بدأنا نتابع الموضة وطلبات السوق والناس بتحب إيه؛ عشان نوفرها في منتجاتنا وتلاقي سوق كويس وتتباع بسرعة”.

قالت كمان: “اطلقنا المشروع يوم عيد الأم اللي فات (مارس 2021) يعني من ست شهور بس، وبدأ أصدقاءنا يدعمونا بشراء المنتجات، مش بس كده؛ لأ كمان بعض أصدقاءنا من أصحاب المحلات والمعارض خصصوا لينا جزء في حفلات افتتاح الأماكن بتاعتهم لعرض منتجاتنا”.

نشتري منتجات “عطايا القلب” ازاي؟ 

تابعنا جروب عطايا القلب على فيس بوك، وعرفنا ان عندهم خدمة توصيل لمنتجاتهم لكل مكان في مصر، يعني أي منتج تعوزوه حيوصلكم لحد باب البيت.

لكن بردو سألنا أستاذة سمر إن كان في منفذ بيع لأعمال فناني عطايا القلب على أرض الواقع.

قالت لنا: “حاليًا معندناش القدرة المادية ولا الوقت الكافي لإدارة مكان، لكن بننزل معارض وopen days، وبنعلن قبلها على الصفحة حنكون موجودين فين”.

الجندي المجهول في مستشفى بهية

طبعًا الحوار الملهم ده مكنش ينفع يخلص كده من غير ما نقف عند “مين المحاربة اللي كانت بتساعد في اكتشاف المواهب جوه مستشفى بهية؟”.

المحاربة هي ا. “هبة إسماعيل” صانعة الفوانيس؛ أول واحدة تقابلها ا. سمر، وهي مصدر الوحي بفكرة “عطايا القلب”، وهي دليل الخير اللي بتساعد مؤسسات عطايا القلب يوصلوا للفنانات محاربات السرطان في مستشفى بهية.

عملنا معاها حوار، وأمتعتنا بكلام ملهم جدًا.

مين “هبة اسماعيل”؟

ا. هبة هي موجه أول مسرح، وحاليًا مدير مسرح السعيدية وهو مسرح مديرية التعليم في الجيزة؛ وهي من عشاق المسرح.

واكتشفت مرضها بسرطان الثدي أثناء اختبارات الدبلومة، كملت ونجحت وقدمت على ماجستير الفنون الشعبية قسم المسرح الشعبي.

عطايا القلب بالنسبة لهبة إسماعيل

ا. هبة قالت لنا: “عطايا القلب زي ما يكون عندك طفل، والطفل ده اخد كل الحلو اللي جواكي وطلعه”.

بداية العلاقة مع عطايا القلب

فوانيس محاربات السرطان
فوانيس عطايا القلب

 سألنا ا. هبة عن ازاي اتعرفت على ا. سمر، قالت لنا: “اتعلمت شغل الفوانيس بالخرز من youtube وبدأت اعمل فوانيس افرح بيها زميلاتي في المستشفى. وفي مرة كنت اخدة جرعة الكيماوي، وخارجة مش قادرة، قابلت سمر وكانت اول ايد حنينة تطبطب عليا، ومن هنا بدأت (سمر القلب) “.

كملت: “جرعة الكيماوي -ربنا ميكتبهاش على حد- مؤلمة جدا، تخليني كل عضمة فيا بتصرخ من الوجع، في وسط كل ده لقيت سمر بتقولي عاوزة كمية فوانيس اوزعها على الاطفال”.

وقالت: “ربنا بعتلي عطايا القلب يساعدني ان تفكيري يبعد عن الوجع والمرض، ويخليني افكر ازاي اعمل حاجة تفرح الناس، وحبيت الموضوع جدا، وبدأت أقول أنا قوية أنا حاقدر”.

أضافت: ” كان في أيام مكنتش قادرة امسك حباية الدوا اخدها حتى من كتر انهاك الجسم، وكانت سمر بتشجعني وتقولي حتقدري، كنت بانسى الوجع”.

وحكتلنا: “بعد جرعة الكيماوي كنت بانام في السرير من التعب، لكن يوم مش ناسياه؛ مش ناسية شكل النهار، مش ناسية نور الشمس في عيني، نزلت اليوم ده بعد الكيماوي مباشرة اشتري خرز وانقي الألوان، وفرق جدًا في نفسيتي”. 

وهنا أكدت لنا ا. سمر ان شغل ا. هبة كان نواة لانطلاق فكرة عطايا القلب؛ واحنا كمان في فريق mothers comfort zone، بنتمنى يكون الحوار ده دعوة لتحدى الألم وانطلاق الشجاعة جوه نفوس كل القراء. 

من اعمال فناني عطايا القلب
لوحة صلصال حراري من صنع فناني عطايا القلب

في النهاية حابين نوجه شكر وعرفان لكل فريق عمل عطايا القلب على الحوار الممتع ده؛ أستاذة سمر طارق وأستاذة صفا مصطفى أستاذة سمر محمود، وشكر خاص للملهمة أستاذة هبة إسماعيل، وشكر من القلب لكل فناني عطايا القلب. 

اقرأ أيضًا:

دكتورة أنيسة حسونة قاهرة اليأس.. أنا صامدة بقالي 6 سنين بحاول وبكافح (حوار صحفي)

اترك رد