عاشت د/ أنيسة حسونة رحلة علاج قاسية وشاقة لكنها قدرت تصمد بقوة وتتأقلم مع المرض وأصرت على مقاومته عشان تفضل جنب أحفادها وكل محبيها.
كمان د/ أنيسة ليها عديد من الإنجازات وهي من أهم النساء المحاربات لحقوق المرأة المصرية، والمدير التنفيذي السابق لمؤسسة الدكتور مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وطبعًا كانت نائبة في البرلمان المصري في نسخته السابقة
وهي سخرت نفسها ووقتها لخدمة المرضى وتخفيف آلامهم، فاستحقت أن تكون نموذجًا مشرفًا وملهمًا.
في أكتوبر الوردي تشرفنا بإجراء حوار متميز وملهم مع د. أنيسة حسون محاربة سرطان الثدي والرئيس التنفيذي لمستشفى الناس الخيري لعلاج الأطفال بالمجان.
دكتورة أنيسة في البداية كلمينا عن حكايتك مع مرض السرطان وإزاي إستقبلتِ خبر إصابتك فى المرة الأولى؟
قالت: الحقيقة الفترة الأولى كانت صعبة جدًا، أنا كنت بعمل تحاليل عادية وأظهرت المرض ومكنتش مصدقة، وكان عندي حالة إنكار من الصدمة لأني مكنتش متوقعة.
لكن بعد الجلسات والعلاج بدأت أصدق أنه حقيقي واستقر الأمر في نفسي.
إيه شعورك بعد فرحتك التى لم تكتمل بالتعافى، وعودة المرض مرة ثانية؟
“السرطان صديق مكروه يلازمني”.
عبرت د/ أنيسة عن شعورها بالجملة دي وصدمتها بعد إصابتها به للمرة الثانية والثالثة.
وقالت: أنا تلقيت العلاج الكيماوي واستشرت الأطباء في الخارج وقالولي بوضوح إن ده نوع خطير من السرطان وإنه هيرجع تاني بعد إجراء العملية بفترة.
لكنه للأسف رجع أسرع مما كنت متوقعة، وكان ضروري أتقبل الأمر واستسلم لمتطلبات المرض زي العلاج والجلسات والنظام الغذائي، وطبعًا الدعاء لله بالشفاء وتخفيف المرض.
التعايش مع المرض، وتحدياته أثر على شخصيتك وقواها؟
حبيت أعرف تأثير المرض على شخصية د/ أنيسة وازاي قدرت تصمد؟
قالت: أنا صامدة بقالي 6 سنين بحاول وبكافح وأجريت جراحتين كبيرتين وبتلقى العلاج الكيماوي للمرة الثالثة.
لأني أدركت إني لازم أصمد وأتلقى العلاج والجلسات عشان الناس اللي بحبهم زوجي وبناتي وأحفادي عشان أفضل موجودة معاهم وأشوف أحفادي وهما بيكبروا.
اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الثدي.. متهمليش الإشارات!
هل تأثرت حياتك الأسرية بعد التأكد من إصابتك بالمرض؟
“أسرتي هي جوهر الحياة بالنسبالي”، عبرت د/ أنيسة عن أسرتها بهذه الجملة الرائعة.
وكملت: أنا بحاول أخفي تعبي على بناتي وأكون دايمًا مبتسمة، لكن هما كمان دايمًا خايفين عليا وبيهتموا بصحتي وعلاجي ونظام الأكل الخاص بي.
ما تأثير المرض على حياتك الاجتماعية والعملية؟
كان لازم أسأل شخصية ناجحة وملهمة زي د/ أنيسة عن حياتها الاجتماعية والعملية بعد المرض.
وقالت لي: المرض زاد حماسي أكثر للاستمرار في خدمة الناس ونفعهم من خلال مستشفى الناس الخيري وأصبحت مقبلة على الحياة أكثر.
وكملت: ولم يمنعني المرض من خدمة الأطفال وأهلهم وأداء دوري تجاههم لأن رؤية الأطفال بعد الشفاء من مرض القلب بيرفع معنوياتي جدًا.
نصيحة مقدمة منك لكل مريضة بالسرطان لتتخطى المرض؟
بعد انبهاري بصمود د/ أنيسة حسونة ومحاربتها للسرطان طلبت منها نصيحة لكل مريضة بالسرطان.
وقالت: يجب نصيحة أهل المريضة أولًا قبل المريضة نفسها.
أولًا نصيحة لأهل المريضة
“الكلمة الطيبة صدقة” لأن علاج المرض غير مقتصر على الجلسات والأدوية فقط، لكن لابد من الدعم النفسي والاهتمام من كل المحيطين بها.
كذلك يجب أن تشعر المريضة بالحب والدعم المستمر من محبيها وبأهمية وجودها في حياتهم ورفع معنوياتها باستمرار، لأن يكفيها معاناة رحلة العلاج.
ثانيًا نصيحة للمريضة
“الرضا لمن يرضى” يعني لازم حمد الله كل يوم والرضا بقضائه وتقبل الأمر والمواظبة على العلاج وبذل الجهد لمساعدة المحيطين ونفع الناس.
وأكدت لنا د/ أنيسة أن الدعم المعنوي والنفسي والسؤال على المريضة واحتوائها مهم جدًا للعلاج.
نجد في النهاية أنه بدأت رحلة د/ أنيسة حسونة مع مرض السرطان بحالة إنكار ثم البدء في العلاج وتقبل الأمر ثم الصمود والكفاح لحرصها على وجودها بجانب أسرتها ومحبيها.
وساعدها دعم وحب المحيطين بها وكمان مساعدتها وخدمتها للأطفال وأهلهم على رفع معنوياتها وتخطي المعاناة.
ونستنتج أن زيادة الدعم النفسي والاجتماعي، والرعاية الملطفة المتاحة ممكن تحسن من نوعية الحياة للنساء المصابات بسرطان الثدي وعائلاتهن.
في النهاية أحب أشكر د/ أنيسة على الحوار الممتع ده والدعاء لها ولكل محاربات سرطان الثدي بالصحة والعافية.