fbpx

عصبية الأطفال.. كيف أسيطر على ذلك الصغير الثائر؟


ساعات من البكاء ونوبات الغضب العنيفة والصراخ على أبسط الأشياء؛ هكذا أصبح يوم طفلي المعتاد.

لا أدري لماذا يغضب طفلي بهذا الشكل؟ لماذا تحدث تلك الانهيارات العاطفية كثيرًا؟

لا شئ يُجدي في تهدئته، أستمر في المحاولات لأجد نفسي في النهاية أصرخ في وجه ذلك الصغير. 

تنتابني الحيرة حيال ما عليّ فعله للسيطرة على تلك العصبية المفرطة بشكل إيجابي.

 في هذا المقال، نستعرض كل ما تودين معرفته عن عصبية الأطفال؛ أسبابها وتأثيرها على الطفل وكيفية السيطرة عليها بشكل فعَال.

أسباب عصبية الأطفال

تتعامل العديد من الأمهات مع عصبية الأطفال على كونها ضرب من ضروب سوء الأدب الذي يحتاج إلى تهذيب، وتغفل العديد منهن الأسباب الكامنة وراء ذلك السلوك غير المرغوب. إليكِ بعض هذه الأسباب:

الشعور بالإحباط والعجز

يظن الطفل أنه مركز الاهتمام الأوحد؛ لذا قد يشعر بالإحباط عند عدم وصوله لأي شئ يريده، مهما كان بسيطًا. 

يجد الطفل صعوبة في التعبير عن ذلك الإحباط ويشعر بالعجز لعدم قدرته على إيجاد الكلمات التي تصف تلك المشاعر؛ مما يدفعه إلى التصرفات العدائية والعصبية المفرطة.

حاجات فسيولوچية للطفل

قد يعبر الطفل عن بعض احتياجاته الفسيولوچية بنوبات الغضب أو العصبية، وأبرز تلك الاحتياجات:

  • الشعور بالجوع؛ حيث يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على سلوك الطفل ويجعله في حالة من الغضب.
  • الحاجة إلى النوم؛ حيث إن التعب والإرهاق يشكلان عاملًا رئيسًا وشائعًا لعصبية الأطفال المفرطة.
  • الشعور بالإهمال؛ مما يدفع الطفل لإيجاد أي وسيلة لجذب أنظار أفراد العائلة ليكون محط اهتمام.

الاقتداء بسلوك الأهل

أحيانًا، قد تكون عصبية الأطفال انعكاسًا لما يراه الطفل من والديه؛ فيلجأ إلى ذلك ظنًا منه أن تلك هي الطريقة المثلى للتعامل مع المشكلات كما يفعل والداه.

أعراض عصبية الأطفال

تختلف طرق تعبير الأطفال عن غضبهم باختلاف العديد من العوامل؛ أبرزها عمر الطفل، فعلى سبيل المثال:

  • يعبر الأطفال منذ الولادة وحتى عمر السنة والنصف عن الاستياء بالبكاء.
  • غالبًا ما يعبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والنصف والثلاث أعوام عن الاستياء بنوبات الغضب والصراخ الهستيري.
  • من الثلاثة أعوام وحتى الخمسة أعوام، تأخذ عصبية الأطفال أحيانًا شكلًا عدوانيًا.
  • يلجأ الأطفال الأكبر سنًا إلى التنمر والإساءة اللفظية لغيرهم للتعبير عن غضبهم.

على كل حال، إن اختلاف صور التعبير عن الغضب والعصبية لا يعني الاستهانة بهذا الأمر وعدم التدخل لتعديل هذا السلوك؛ فلعصبية الأطفال تأثير سلبي على سلوك الطفل ونموه النفسي وطريقة تعامله ورؤيته للعالم من حوله.   

كيفية التعامل مع الطفل العصبي

لا يمكن تفادي مشكلة عصبية الأطفال بشكل جذري، لكن عليكِ التعامل معها بشكل مناسب.

فبدلًا من رغبتك في إسكاته أو إلهائه عن سبب استيائه، اتجهي إلى تعزيز طريقة تعامل طفلك مع ما يزعجه؛ أي استبدال تلك العصبية بسلوك إيجابي يساعده على حل المشكلة التي تواجهه.

تعديل سلوك الطفل العصبي

إليكِ بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتعزيز سلوك طفلك والسيطرة على العصبية المفرطة:

  • احتفظي بهدوئك، لا تصرخي في وجه طفلك؛ فإن ذلك سيزيد الأمر سوءًا. يمكنك تحديد مهلة قصيرة والعد حتى رقم  ١٠ مع إرشاده لأخذ نفس عميق ليهدأ. افعلي ذلك بنفسك حتى يقتدي بك صغيرك.
  • أظهري لطفلك الاهتمام؛ افتخري به وعانقيه كثيرًا، امدحي سلوكياته الجيدة مهما كانت بسيطة.
  • احرصي على حصول طفلك على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة؛ حتى تسيطري على التقلبات المزاجية الناتجة عن قلة النوم. يمكنك فعل ذلك باتباع روتين نوم ثابت.
  • تجنبي أسلوب التعنيف، وضحي لطفلك أن العصبية وهذا السلوك العدواني لن يُجدي ولن يصل به إلى مراده. 

هل تستدعي عصبية الأطفال استشارة الطبيب؟

عامةً، لا تحتاج عصبية الأطفال سوى بعض الحكمة للسيطرة عليها بشكل إيجابي، لكن بعض الحالات تستلزم رؤية الطبيب حتى يراجع سبب تفاقم تلك المشكلة، إليكِ بعض هذه الحالات:

  • إذا أصبحت وتيرة حدوث نوبات غضب طفلك سريعة ومتكررة. 
  • إذا كان الطفل يلحق الضرر بنفسه أو بالآخرين.
  • إذا كان الطفل يصاب بالإغماء نتيجة حبس أنفاسه خلال عصبيته المفرطة.
  • إذا كانت هذه المشكلة تتفاقم بعد وصول الطفل الرابعة من عمره.

أخيرًا

إن التعامل مع عصبية الأطفال كمجرد مرحلة سيجتازها الطفل مع مرور الأعوام ليس الحل الأمثل، فاحرصي على السيطرة على هذا السلوك منذ الصغر بمعرفة الأسباب وطرق التعامل السليمة؛ حتى ينشأ طفلك قويًا قادرًا على التعبير عن نفسه بطريقة لائقة.

المصادر

Mayoclinic

CDC

Childmind

APA

PsychologyToday

اترك رد