fbpx

سلسلة صرخة مراهق الحلقة الرابعة أزمة الهوية في فصل (5/C)

كتبت/ شيري رمسيس

أنا حاسة إن محدش شايفنى من كتر ما أنا صغيرة و مش باينه!

فى الفصل لازم اقعد قدام علشان أشوف السبورة وعلشان الميس تشوفني، بس أنا بقيت بتضايق من القعدة في أول صف، نفسي اقعد في الأخر مع البنات الكبار.. هما أصلاً مش بيخلوني اتكلم معاهم في اي حاجة وبيقولوا عليا عيله، نفسي مفضلش عيله.

حكاية جنا

مابقتش بحب اللبس بتاعي كله، شكله لبس أطفال، نفسي الاقي لنفسي حاجة تخليني مميزة غير أني جنا الصغير ، جنا القصيرة.

عجبتني الطبلة أوي، في أربع بنات في الفصل بيلعبوا عليها، قلت لماما عاوزة أجيب طبلة، قعدت تضحك و قالت لي الطبلة اتقل منك، مش هتعرفي تشيليها، أنا اتغظت أوى و اتنرفزت و دخلت أوضتي قعدت فيها لوحدي.

أنا مش صغيرة أنا قد البنات اللى شكلهم كبير اللي معايا في الفصل في المدرسة، أنا مش اوزعه، أنا مش قله، أنا بتضايق و بزعل لما حد بيقول عليا كده، فضلت أعيط لوحدي، ماما حتى ما خدتش بالها مني، هي بس زعقت لما قفلت باب الأوضه جامد، و قالت اتصرفي بأدب.

يوم الخميس و أنا مروحة من المدرسة دخلت محل الاكسيسوز اللي جنب مدرستي، و اشتريت من مصروفي قلم روج فوشيا صغير، و ضوافر من اللي بتتلزق و خبيتهم في شنطتي، وأول ما روحت خبيتهم تحت الدرج فى الدولاب بتاعى علشان ماما ماتشفهمش، مش عاوزة أسمع منها كلام يضايقني، أنا أصلاً متعاقبة علشان زعقت مع ماما ورديت عليها وحش أول امبارح، أنا ماكنتش عاوزة ارد وحش بس هي مش فهماني و لا حاسة بيا خالص، أنا قلت لها مش عاوزة البس الغيارات بتاعة العيال الصغيرين أم فيونكات و دباديب دي، عاوزة غيارات سادة ملونين أحمر، فوشيا أو تركواز كده يعني.

راحت قالت لي و مالها غياراتك ما أنت لسه صغيرة فعلاَ، قلت لها زهقت منهم ومش بحبهم، مضايقني ، قالت لي بطلي وجع دماغ!

أنا زعقت و اتنرفزت و قلت أنا مش عيله، أنا مش صغيرة بصوت عالي ورزعت باب الأوضة جامد، بعد شوية ماما دخلت أوضتي و قالت أني مش مؤدبة وعلشان كده هتعاقبني وهتخليني أقعد في البيت لوحدي يوم الجمعة ومش هروح معاها عند تيتا، هي فاكره أنها كده بتضايقنى يعني !! أنا و لا همني …

يوم الجمعة بعد ما ماما نزلت حطيت الروج بتاعي اللي أنا اخترته، و لزقت الضوافر، و لونت كل واحد لون من المانيكير بتاعها، و فتحت دولاب ماما طلعت منه الشال الشيفون الفوشيا اللي بيلمع و فكيت شعري ولبست الحلق الدور الكبير بتاعها و لفيت الشال على جسمي و شغلت أغاني مهرجانات بصوت عالي.

و فضلت طول اليوم ارقص و اغني و صورت نفسي فيديو وأنا برقص بالحاجات دي و بعته لـ لارا صاحبتي في المدرسة، قالت لي أن شكلي موزه أوي في اللبس ده، أنا اتبسطت أوي، و على آخر النهار كلمت ماما، عملت بطمن عليها وكلمتها بصوت واطي قال يعني زعلانة أني قاعدة لوحدي.

عرفت منها أنها قربت تنزل من عند تيتا، رحت بسرعة مسحت الروج و شلت كل حاجة مكانها، و حطيت أيديا في ميه سخنة شوية كده لحد ما الضوافر طلعت، و لما ماما جت عملت أني زعلانه بس أنا اتبسطت أوى وأنا لوحدي، على الأقل وأنا لوحدي محدش بيقول عليا حاجة تضايقني.

اقرأ أيضًا: سلسلة صرخة مراهق الحلقة الثالثة “أزمة الهوية وشعر محمد صلاح”

حبيبة كمان شاركتنا حكايتها:

درجاتي السنة دي أقل من السنة اللي فاتت، أصلي بسرح كتير و بعيط كتير، و بزعل كتير وبذاكر بس مش كتير، السنة اللي فاتت كنت من البنات الشاطرين في الفصل، لكن السنة دي أنا يدوب عادية و مش عارفة أرجع شاطرة تاني، بقيت بزهق بسرعة وطول الوقت دماغي فيها.

أفكار.. أفكار كتيرأوي بفكر في شكلي وجسمي وشعري ولبسي، بفكر كمان أوقات في الأولاد اللي معايا في الدرس، حتى الرسومات اللي برسمها بقيت غريبة وشكلها حزين، الميس بتاعة الرسم قالت لي كده.

متضايقة إن شكلي أكبر من باقي بنات الفصل وكل اللي بيشوفني بيفتكرني في إعدادي أو ثانوي وأنا يدوب خامسة ابتدائي، ماما كمان على طول حاسه اني تخينه وشكلي وحش، و أنا كمان بقيت حاسه بكده .

أوقات بفكر أني لما بمشي في الشارع الناس بيبصوا عليا و أنا ماشيه وبيقولوا أني تخينه، الفكرة دي بتيجي في بالي كتير وبتضايقني أوي، كمان ما بقتش أحب ألعب مع أولاد عمي أو أولاد خالتي لما بنتقابل أو نخرج سوا، بقيت بحس أنهم صغيرين وأني أكبر منهم مع إن أتنين منهم في نفس سني.

كمان وشي طلع فيه حبوب شكلهم مقرف جداً ومن يومين دخلت الفصل ميس بدل ميس العربي علشان كانت غايبة، كانت بتنادي عليا قامت قالت أنت يا أم حبوب في وشك، البنات ضحكوا عليا وأنا اتضايقت أوي أوي.

بس ما فكرتش أحكي لماما، ما حستش أنها ممكن تساعدني، هي بتقول إن الحبوب بتيجي من أكل الدهون و الشيكولاتة هي دلوقتي بتخليني أكل أكل صحي بس خضار وفاكهة وبروتين أنا مش بحب الأكل ده بس باكله علشان ما اتخنش أكتر من كده.

ماما ماتعرفش أني بأكل شيكولاتة كتيروأنا مروحة من المدرسة، و مش هقول لها، أنا ما بحبش الأكل الصحي ده، ومش بحب أكون البنت الضخمة ولا أم حبوب الكلام ده بيخليني عاوزة أعيط، أنا معايا في الفصل بنات حلوين أوي شكلهم جميل و جسمهم حلو مش تخان زيي.

أنا برسم حلو و بحب الرسم و الرسومات بتاعتي بتتحط في معرض المدرسة، بس بحس إن محدش شايفني جميلة كان نفسي ماما تحب شكلي زي ما أنا.

كان نفسي أكون جميلة زي كارول البنت اللي بترقص باليه كل الأولاد في الدرس بيحبوا يكلموها، أو زي تيا اللي شعرها كيرلي و أصفر زى شعر ميريام فارس، دي كمان شكلها حلو أوي، كل البنات عاوزينها تكون صاحبتهم.

لكن أنا لما بيتكلموا عليا بيقولوا حبيبة الكبيرة، الضخمة التخينة، وكمان بقيت أم حبوب أنا زعلانة، زعلانة أوي و محدش حاسس بيا، و مش هبطل أكل شيكولاتة دي الحاجة الوحيدة اللي بتبسط بيها.

اترك رد