احتضان طفل مسؤولية مش سهلة، وأمانة نحاول نكون قدها، عشان كده لابد من تجهيز الأسرة لقرار الاحتضان وتوفير البيئة النفسية الآمنة اللي هيعيش فيها الطفل المحتضن قبل ما يجي وينور حياتنا.
لذلك اتكلمنا مع د. “نهال زين” الطبيبة والمعالجة النفسية، عشان تعرفنا إزاي وأمتى نجهز أفراد الأسرة المختلفين للقرار.
خطوات إبلاغ الأسرة
في البداية بياخد الأب والأم قرار احتضان طفل سوا، وبيتفقوا على كل التفاصيل وبيبحثوا في الموضوع.
بعدين بتيجي خطوة “ازاي نبلغ الأسرة؟” وإجابة السؤال ده بتتوقف على مين هم أفراد الأسرة؟
الأطفال البيولوجيين
الاحتضان زيه زي أي قرار بياخده الأب والأم، ولابد يشركوا فيه أطفالهم عشان يكونوا عارفين المتغيرات اللي بيمر بيها بيتهم ويشتركوا في المسؤولية.
كمان في شوية مبادئ نحطها في الاعتبار عشان نجهز أطفالنا للاحتضان بشكل سوي:
الاحتضان زي الإنجاب
يعني بنوصل للطفل أن هناك طرق مختلفة للحصول على أطفال، وأن الإنجاب مش الطريقة الوحيدة، ونعرفه أن في أطفال كتير في الدنيا بظروف مختلفة.
نعرفه قبلها بفترة كافية أن حيكون عنده أخ أو أخت جايين من بيت الأطفال، زي بالظبط ما بنعرفه خبر حمل الأم في أخ بيولوجي.
الصراحة من أول يوم
لابد من معرفة الحقيقة بطريقة مبسطة، يعني لو الطفل البيولوجي أكبر من الطفل المحتضن بنشرح له الموقف طالما بيستوعب وفي لغة حوار بينا.
د. نهال أكدت أن ممكن نقدم له المعلومة بدايةً من سن السنتين؛ زي ما بنقدم له معلومة ماما حامل بالظبط.
ولو الطفل البيولوجي أصغر؛ بردو أول ما يبدأ يكبر ويوعى بنقدم له معلومة أن أخوك من أب وأم مختلفين.
سيناريوهات الأفلام وأن فجأة لما يكبروا يعرفوا أنهم مش أشقاء، شيء صادم ومدمر جدًا لنفسية الأطفال وثقتهم فينا.
التربية على تقبل الاختلاف
أحاول وأنا بربي أطفالي أغرس فيهم قيمة تقبل اختلاف الآخر وأوسع مداركهم أن الدنيا مش بلون واحد، وأتجنب تعويدهم على النظرة الأحادية للأشياء.
اللغة الإيجابية في وصف الأشياء مهمة جدًا، يعني ما ينفعش أذكر أباء الأطفال الحقيقيين أنهم ناس وحشيين ورموا أطفالهم وكده.
تجنب ذكر أسر الأطفال الحقيقية بسوء
كذلك الأفضل عدم ذكر دور الرعاية بسوء، ولا أتكلم عن المآسي اللي بيواجهها الأطفال فيها.
يعني فكرة استدرار العطف على الطفل المحتضن بحكاوي دراماتيكية تضر ولا تفيد.
عادي أني معرفش
يعني مش لازم يكون عندي إجابة لكل سؤال، يعني لو الأطفال سألوني عن شئ معرفهوش أقول معرفش مش لازم أقدم إجابة.
لو كان الطفل المحتضن كريم النسب مثلًا؛ وسألني الأطفال هو عيلته مين أو حصله إيه وأنا معرفش أقول معرفش؛ عادي جدًا.
إبلاغ الطفل بالتغييرات الطارئة
يعني لو مجئ طفل جديد للبيت هيلزم تغيير نظام الغرف مثلًا أو الدواليب؛ يفضل أبلغ أطفالي وأشركهم في التحضير لوصول الأخ المحتضن.
كمان أشركهم في مسئولية رعاية الطفل بمهمات تناسب أعمارهم، ولو الطفل القادم بيبي مثلًا أشرحلهم أنه ممكن يحتاج أهتمام من ماما أكتر.
يعني محتاج ينام قريب من ماما عشان صغير، ماما ممكن تنشغل معاه في الرضاعة أو تحضير الببرونة، عشان الطفل ما يتفاجئش بكائن صغير مستهلك وقتكم فجأة.
تقبل مشاعر الخوف والغيرة
طبيعي جدًا أي طفل يشعر بالتهديد والغيرة والخوف لو شعر أن أي شخص آخر هيقاسمه في أهتمام والديه ووقتهم وحبهم.
عشان كده نمهد للطفل قبلها بفترة كافية، ونكلمه كتير عن مميزات وجود أخ أو أخت، ونطمن مخاوفه ونأكدله دايمًا أن مكانته عندنا مش هتتأثر.
بناء علاقة مع الطفل قبل وصوله
يعني مفيش مانع ناخد أطفالنا البيولوجيين مع ألعاب وحلويات ونزور دار الرعاية، يلعبوا مع الأطفال ويحبوهم.
ويتعاملوا مع أخوهم المستقبلي ويبنوا علاقة عاطفية معاه تخليهم منتظرين وصوله بفارغ الصبر.
اعتيادية الأمر أو Normalization
الحديث عن الاحتضان بشكل عادي بدون أي مبالغة حيخلي الأطفال تتعامل بشكل سوي مع بعض ومع المجتمع الخارجي.
ويجب التأكيد أن الأطفال بيستمدوا أفكارهم مننا ومن طريقة حديثنا.
بكده نكون فهمنا أبناء الأسرة البيولوجيين تفاصيل الأمر وجهزناهم للتعامل مع الطفل القادم بشكل إيجابي وسوي، وجهزناهم كمان لمواجهة المجتمع.
اقرأ أيضًا: شروط الاحتضان في مصر.. إجابة لكل سؤال
إخبار الأجداد
بيتفق الأب والأم على قرار الاحتضان؛ بعدين بيبلغوا بيه والديهم زي أي قرار آخر، وبينتظروا ردود أفعال متباينة.
بعض الجدود بيواجهوا الأمر بالترحيب والتشجيع والفرحة من أول لحظة، وبعضهم بيواجهه باستغراب وخوف.
والبعض الآخر بيواجه برفض واستهجان، وفي كل الحالات يجب على الأبناء التفهم واستقبال الموقف بالاحتواء.
نحاول نطمن مخاوف الوالدين ونتكلم معاهم بهدوء ونجاوب على كل تساؤلاتهم حول الموضوع، ونظهر لهم أد إيه الأمر ده حيفرحنا ويساعدنا.
ونسلط الضوء على احتياجنا للأطفال زي احتياجهم لينا بالظبط، والأيام حتثبت بساطة وجمال الموضوع للكل.
العائلة الأوسع
بعد كده بيجي دور الأعمام والأخوال والعائلة الأكبر، بنبلغهم بقرارنا وممكن نعمل اجتماع عائلي لطيف قبل وصول الطفل نجهز فيه أفكار لاستقباله.
وندي أطفال العائلة فكرة عن الطفل الجديد اللي حينضم لهم، ونوري لهم صوره ونعرفهم على اهتماماته.
بالتالي لما يوصل الطفل يلاقي عيلة محبة مستقبلاه بحفاوة.
نصائح للأباء والأمهات المقبلين على الاحتضان
في شوية نصائح تساعد الأزواج أصحاب قرار الاحتضان على تخطي التحديات المختلفة، ومنها:
- الاحتضان قرار شخصي، ما تسمحوش لحد يكسر مقاديفكم.
- أقروءوا كتير واعرفوا معلومات كافية عن الموضوع عشان تقدروا توعوا دوايركم بيه، وتردوا على أي تساؤلات بثقة.
- تقبلوا إن موضوع الاحتضان جديد مجتمعيًا وأن أي شئ جديد طبيعي يقابل بالاستغراب.
- حاوطوا نفسكم بدايرة داعمة، ناس يقدروا يسندوكم ويدعموكم وقت ما تحتاجوا لده.
- تواصلوا مع المختصين عشان يحلوا معاكم أي مشاكل تقابلكم.
- انتبهوا ان احتضان طفل مسؤولية كبيرة حاولوا تجهزوا لها كويس وتكونوا أدها.
- طفلكم المحتضن زي طفلكم البيولوجي على حد سواء، نحاول نحقق المساواة في التربية والحقوق.
- جهزوا لطفلكم القادم بيئة من الحب والتفاهم والترحيب قبل وصوله لعيلته الجديدة قدر المستطاع.
في النهاية نتمنى نكون جاوبنا على تساؤلاتكم حول تجهيز الأسرة لقرار الاحتضان، وكل الشكر لد. “نهال زين” على وقتها ومعلوماتها القيمة اللي بتنور لنا الطريق.
اقرأ أيضًا: يمنى دحروج في حوارنا معها عن الاحتضان “الأم الحاضنة لا تمتلك رفاهية الشكوى”!