Mothers Comfort Zone Mothers Comfort Zone
كتبت: د. تقى خالد
“كان بإمكاني إنقاذ طفلي من تكبد كل تلك المعاناة، ولكنني لم أكن على دراية بذلك…”
كلمات رددتها أم بحسرة، وُلد صغيرها بخلل في الأنبوب العصبي وأخبرها الأطباء أن ذلك الخلل كان يمكن تفاديه بسهولة إذا خططت مسبقًا للحمل وتابعته بشكل أفضل.
فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما التخطيط للحمل؟ و كيف يمكنني تطبيقه بشكل فعَّال لتفادي الكثير من مشكلات الحمل؟
ما التخطيط للحمل؟
يتضمن التخطيط للحمل التفكير فيما يعنيه إضافة عضو جديد إلى العائلة، وما يتطلبه ذلك من خلق بيئة مناسبة لاستقبال ذلك الصغير منذ بداية تكوينه في رحمك مرورًا بولادته ووصولًا إلى تربيته تربيةً سليمة. فقبل اختيار اسم طفلك، وقبل اختيار لون غرفته، عليك الاستعداد بتهيئة البيئة المناسبة لذلك الصغير. ويبدأ كل ذلك بالتهيئة الجسدية والنفسية والعقلية على حدِ سواء.
إذا كنت تخططين للحصول على طفل قريبًا، فإليكِ بعض النصائح التي ستساعدك في التخطيط لحمل آمن وسليم.
زيارة الطبيب قبل التخطيط للحمل
احرصي على مشاركة الطبيب بكل ما يقلقك حتى يتيسر له مساعدتك في الوصول إلى حمل صحي. ومن أهم المعلومات التي يجب مشاركتها مع الطبيب في أثناء التخطيط للحمل:
- وسيلة منع الحمل إذا كنتِ تستخدمين إحداها مسبقاً.
- التاريخ المرضي للعائلة.
- الأمراض المزمنة والأدوية المستخدمة لأي مرض.
- عمرك وعمر شريكك.
- الحمية الغذائية المتَّبعة والمكملات الغذائية التي يتم تناولها.
- نشاطك الرياضي اليومي من مشي أو ركض أو غيره.
الاستعداد البدني قبل التخطيط للحمل
راقبي وزنك
المحافظة على وزن صحي ضرورة لا غنى عنها لتحقيق حمل صحي؛ فالسمنة والنحافة كلاهما يتسببان في مشكلات متعددة في أثناء الحمل ومنها: سكري الحمل، زيادة احتمالية الإصابة بالجلطات، وزيادة احتمالية ارتفاع ضغط الدم مما يشكل خطورة على الأم، وكذلك يشكل خطورة على استمرار الحمل.
مارسي رياضة مناسبة
احرصي على ممارسة الرياضة بشكلٍ كاف حتى يتأقلم جسمك مع متطلبات الحمل سواء بدنيًا أو عقليًا؛ ولكن تجنبي الرياضات العنيفة كالقفز أو الرياضات القتالية. اكتفي بالمشي أو الركض يوميا لمدة لا تزيد عن نصف ساعة مع تجنب الإرهاق المفرط الذي قد يؤذيكِ ويؤذِ جنينك.
استشيري طبيبك الخاص قبل ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة خلال الحمل.
احرصي على شرب القدر الكافي من الماء يوميًا
تحتاج كل عملية بيولوجية يقوم بها جسمك إلى الماء؛ فاحرصي على تناول 8-12 كوب من الماء يوميا بعد استشارة الطبيب عن الكمية التي تحتاجينها؛ فالماء يساعد في إنتاج مخاط عنق الرحم، ما يساهم في إتمام علمية التلقيح بشكلِ أفضل، وكذلك يساعدك الماء بشكل كبير في التخلص من الأملاح الزائدة ويحمي كليتيك من الترسبات، ويعيد الحيوية لكافة خلايا جسدك.
أقرأي أيضًا: الصيام للحامل: كيف يؤثر الصيام عليكِ وعلى جنينِك؟
تناولي حمض الفوليك
يُعد حمض الفوليك أحد أهم الفيتامينات التي تحمي طفلك من خطر الإصابة بتشوهات الجهاز العصبي؛ لذا من الضروري الحصول عليه سواء من الأطعمة المختلفة (مثل البروكلي والخضراوات الورقية) أو عن طريق المكملات الغذائية.
حفزي جهازك المناعي
عند حدوث الحمل، يضطر الجسم للتأقلم مع ذلك الوضع فيقوم ببعض التغيرات ومنها نقص المناعة حتى يتقبل وجود ذلك الجنين داخل جسمك؛ فاحرصي على تعزيز مناعتك وتناول الكثير من الخضراوات والفاكهة التي من شأنها رفع مقاومة الجسم حتى تنعمي مع طفلك بصحة جيدة.
أقرأي أيضًا: البارسيتامول للحامل | دور المسكنات في الإصابة بالتوحد
احصلي على قدرٍ كافٍ من النوم
جسدك بحاجة إلى الراحة لاستعادة نشاطه واستكمال حياتك اليومية بشكل أفضل ومنحك الحيوية التي ترغبين فيها؛ فاحرصي على النوم يوميًا لمدة لا تقل عن 6 ساعات حتى لا ترهقي جسدك.
الحد من شرب الكافيين
يسبب تناول الكافيين المفرط تقليل الخصوبة وعدم انتظام عملية التبويض وتأخر حدوث الحمل، فاكتفي بالمعدل الطبيعي لشرب الكافيين الذي لا يتعدى كوبان من القهوة يوميًا.
توقفي عن التدخين
إذا كنت من المدخنين؛ فعليك الحرص على الإقلاع عنه لما يسببه من أضرار لا حصر لها لجسدك، فضلاً عن أنه يقلل من خصوبتِك بنسبة كبيرة.
الاستعداد النفسي والتخطيط للحمل
تغفل الكثيرات عن أهمية تحقيق الاستقرار النفسي قبل الحمل ظنًا منهن أنه أقل أهمية من الاستعداد البدني، وللوصول لذلك الاستعداد النفسي عليكِ:
- التواصل مع شريكك و التأكد من رغبتكما المتبادلة في الحصول على طفل.
- الاستقرار الوظيفي و المادي.
- الاستقرار الأسري
- تعزيز ثقافتك بقراءة الكتب المختصة التي تناقش كيفية تنشئة طفل صحيح البدن والنفس.
و أخيرًا …
فإن هناك الكثير للتفكير به عند التخطيط للحمل؛ ولكن بالقليل من التحضير، ستصبحين في طريقك للوصول إلى حمل صحي وآمن. واعلمي أن جنينك أمانة في رحمك؛ فاحرصي على خلق البيئة المناسبة لاستقباله بكل وسيلة ممكنة.
المصادر: