fbpx

تربية الطفل على الثقة بالنفس | ِابْنِ طفلك

كتبت: د. سمر محمد عبد الدايم

لأن تربية الطفل على الثقة بالنفس هو أحد أهم أُسس التربية الإيجابية التي نتمناها جميعا. فإن كل يوم في رحلة تربية أبناءنا، يجلب معه تحديات ومواقف متنوعة، نشاهدها ونتأملها، ونتعلم منها. 

يمر أبناءنا خلال هذه الرحلة بالعديد من المراحل التي تجعلنا نتساءل، هل نوجه؟ أم نتدخل؟ أم نجعله يعتمد على نفسه ويتخذ قرارته بنفسه؟ 

كل هذه التساؤلات تجعلنا نشعر بالقلق والتوتر؛ لذلك فإن الوعي التربوي الكامل والسلوك المتبع من كلا الأبوين هو أساس التنشئة السليمة. لذلك دعونا نتحدث عن كيفية تربية الطفل على الثقة بالنفس في هذا المقال، تابعونا.

الثقة بالنفس عند الأطفال

تعتمد تربية الطفل على الثقة بالنفس على تقدير ذات الطفل، وفهمه لمدى أهميته عند الآخرين بمعرفته للمهارات والقدرات التي يمتلكها، ويقدر على منحها للعالم.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير واحترام لذاتهم، هم الأكثر نجاحًا وفاعلية في المجتمع، يرسم أبناؤنا في أذهانهم شخصيتهم التي تتكون من رؤيتنا لهم، فهم يرون أنفسهم بعيوننا.

مواقفنا معهم وكلماتنا لهم المخزنة بعقولهم طوال رحلة تربيتهم، ستنعكس على شخصيتهم عندما يكبرون.

لذلك يجب علينا أن نسأل أنْفُسنا عن كلماتنا وعباراتنا لهم، وماذا يجمعنا بهم مواقف سلبية أم إيجابية؟ مثل العبارات الأتية:

” أنت ذكي أم أنت غبي”، “شكرًا لك، فكرتك رائعة، أم نخبره بأنه لا يستطيع فعل شيء صحيح”، “مشاركة وتوضيح وتهذيب أم عقاب وتعنيف”، “اهتمام وإنصات أم توبيخ ولامبالاة”.

ومن خلال ماسبق، يجب علينا أن نتأمل جيدًا علاقتنا بأطفالنا؛ لأن قوة شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم تكون نتيجة لتوجيهاتنا وما غرسناه بداخلهم من أفكار ومواقف خلال رحلة تربيتهم.

تجعلهم توجيهاتنا يتحلون بالصفات الإيجابية التي نسعى لها مثل (تقدير الذات، الاستقلالية، الشجاعة، والثقة بالنفس).

أقرأي أيضًا: كيف تربي طفل سعيد | 8 خطوات تجعل طفلك سعيدًا

تربية الطفل على الثقة بالنفس

بعض الوسائل المُتبعة في تربية الطفل على الثقة بالنفس 

يعد غرس الثقة بالنفس عند الأطفال وتنشئتهم على احترام ذاتهم وتقديرها من أحد أهم العطايا التي نقدمها لأولادنا. فالآباء هم القدوة لأولادهم، فأبناؤنا يحبون أنفسهم عندما يرون حبهم بعيوننا.

لذا، يجب متابعة علاقتنا بأطفالنا، لتنمو وتنشأ على النحو الصحيح، وإليكم بعض الوسائل الفاعلة ومنها:

  • خلق عَلاقة صحية بين الآباء والأبناء منذ الصغر، تحتوي على الحب والثقة المتبادلة بينهم.
  • زيادة الوعي والإدراك الكامل لسلوك أولادنا في مراحلهم العمرية المختلفة. من الطفولة والمراهقة إلى مرحلة الشباب؛ حتى يتثنى لنا فرصة الفهم والتوجيه لهم على النحو الصحيح.
  • وضع قواعد وحدود واضحة لسلوكياتهم المقبولة والمرفوضة، مع معرفتهم معرفة تامة بطرق العقاب والتهذيب وعدم المبالغة بها.
  • تربية الطفل في بيئة صحية مناسبة وآمنة له ولرغباته، يملأها التفاهم والمشاعر الحنونة بين كلا الأبوين.
  • مدح الطفل على الأفعال الجيدة حتى وإن كانت بسيطة، أفضل من عقابه على الأفعال السيئة، وكلمات الشكر والمدح تعمل على تطور السلوك والأفعال الجيدة، ومن ثَّم زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال.
  • كن منصتًا له دائما، واسمعه باهتمام، اجعله يعبر عن مشاعره ولو كانت مشاعر سلبية، حتى تبني في شخصيته شجاعة التعبير عن أراءه وما يجول بداخله.
  • البعد عن المقارنات الهدامة بينه وبين الآخرين خاصًة إخوته، وأقاربه، وأصدقائه؛ لأنها تشعل داخله مشاعر الإحباط والغيرة. 
  • التركيز على نِقَاط القوة لدى أولادنا، ومساعدتهم على معرفتها وإدراكها لتنميتها وتطويرها، من أهم وسائل غرس الثقة بالنفس عند الأطفال. 

كل هذا وأكثر من الوسائل المُتبعة في تربية الطفل على الثقة بالنفس، يجب على كل الآباء معرفتها جيدًا وتطبيقها على الوجه المناسب مع أطفالهم، لتنشئة وتربية طفل يشعر بالمسئولية ويتحلى بالصفات الإيجابية.

كما يلعب الأصدقاء والمدرسة  دورًا هامًا إضافًة لدور الآباء في تنشئة وتربية الطفل على الثقة بالنفس سنتناولهم كما يلي:

الأصدقاء والثقة بالنفس عند الأطفال

تربية الطفل على الثقة بالنفس

تعد الصداقة من أهم الروابط التي تؤثر في تربية الطفل على الثقة بالنفس، وتكوين شخصيته خاصة في مرحلة المراهقة.

تتطلب مرحلة المراهقة من كلا الوالدين التركيز مع أبنائهم في اختيار الأصدقاء المقربين، ويعتمد أولادنا على أصدقائهم في تقييم نفسهم، ومعرفة مدى قوة شخصيتهم.

يكتسب أطفالنا أصدقاء يقدرونهم ويعطونهم شعورًا بقيمة أنفسهم، لأنهم يشعرون أن أصدقائهم يمكنهم مساعدتهم أفضل من أباؤهم، في ظل انشغال الأباء في الحياة اليومية ومسؤوليتها.

لذلك فإن قَبُول أولادنا وَسْط مجموعة أصدقائهم ومع من حولهم، يمنحهم الشعور بالقوة والرضا الداخلي، الذي يغرس بداخلهم الثقة بالنفس.

ختامًا، إن أولادنا هم أمانة في أعناقنا، نحن مسؤولون عنهم وعن نشأتهم وتربيتهم تربية سليمة.لأن الآباء هم القدوة الأولى التي تعكس للأطفال صورتهم وتجعلهم يرون أنفسهم بأعين آباءهم.

لذا يجب أن تكون النِّظْرة إيجابية لهم، فرحلة تربية الطفل على الثقة بالنفس رحلة طويلة تبدأ من الآباء.

المصادر:

researchgate

ctahr

researchgate

independent

عن MCZ Writer

شاهد أيضاً

تربية الأطفال

تربية الأطفال | 10 خطوات لتربية صحية | تعرفي عليها

تُعد تربية الأطفال من أصعب وأدق المهام، فالأمر لا يقف فقط عند توفير احتياجات الأطفال …

اترك رد