حساسية الألبان عند الرضع | عندما يصبح اللبن عدوًا لطفلك!

كتبت: غادة سامي

تغير مزاجية الطفل تصيب الأهل بالحيرة دائمًا، ولكن عندما يتعلق الأمر بمعاناة حساسية الألبان عند الرضع يكاد يكون كارثي!

بكاء مستمر، وصريخ دائم، مغص وانتفاخات، تورم في الجسم، أعراض تعلن حالة طوارئ في المنزل، وقد تهدد حياة الطفل. ولكن، متى تنتهي المعاناة!

الأمر تحت السيطرة دائمًا، المهم أن نبدأ في العلاج واتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تناسب حالة الطفل المصاب. في هذا المقال سنعرض كيف يصبح اللبن عدوًا لطفلك، ومتى تختفي حساسية الحليب عند الرضع.

ما هي حساسية الألبان عند الرضع؟ 

هي مبالغة رد فعل الجهاز المناعي لدى الطفل تجاه بروتينات الحليب الموجودة في حليب البقر.

ينتقل حليب البقر إلى الرضيع عند تناول الحليب بشكل مباشر، أو خلال الرضاعة الطبيعية لأم تعتمد في نظامها الغذائي على حليب البقر.

في كل مرة تصل بروتينات الحليب إلى الطفل يتعامل معها كأنها عدو، فيبدأ جسم الطفل إنتاج مادة “الهيستامين” مسببًا رد فعل تحسسي.

أقرأي أيضًا: حساسية الألبان والرضاعة الطبيعية | أمي بطلة

أعراض حساسية لبن الأم عند الرضع

عادة تختلف شدة رد الفعل التحسسي تجاه الحليب من طفل لآخر، فتظهر واحدة أو أكثر من أعراض الحساسية وهي: 

1. الإسهال وهو عرض واضح لحساسية الألبان.
2. كثرة بكاء الطفل نتيجة الشعور بالألم، ويصبح صعب الإرضاء.
3. اضطراب المعدة سواء غازات في معدة الطفل، أو وجود دم في براز الرضيع.
4. قد يصاب الطفل بصعوبة في التنفس.
5. التقيؤ في بعض الحالات.
6. حكة أو دموع أو تورم في عيون الطفل.
7. القشعريرة.
8. تورم جسم الطفل كرد فعل تحسسي.
9. الشعور بالمغص، ورفض الأكل.

كيفية تشخيص حساسية الألبان عند الرضع

يعتمد تشخيص حساسية الألبان على الأعراض التي تظهر على الطفل، ففي حالة ظهور واحدة أو أكثر من هذه الأعراض عليك التوجه للطبيب فورًا.

بعد فحص الطبيب المختص قد ننتقل إلى خطوة أخري وهي تحليل حساسية الألبان عند الرضع. لذا ينصح الطبيب المتخصص بإجراء تحاليل البراز، وتحاليل الدم للطفل.

يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى اختبار الجلد عن طريق خدش بسيط على جلد الطفل ثم وضع القليل من بروتين الحليب، إذا كان لطفلك رد فعل تحسسي تجاه بروتين الحليب فقد ينتفخ الجلد قليلًا مثل لدغة الحشرات.

أسباب حساسية الألبان عند الرضع

كل أنواع الحساسيات الغذائية تحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي لدى الطفل. في حالة حساسية الألبان يبدأ الجهاز المناعي في استهداف بروتينات الحليب على أنها خطر يهدد الجسم.

 فينتج جسم الطفل أجسام مضادة؛ للتعرف على البروتين المسبب للحساسية، وفي المرة التالية لدخول الحليب المسبب للحساسية إلى جسم الطفل تتعرف الأجسام المضادة على بروتينات الحليب.

 ترسل الاجسام المضادة إشارة إلى الجهاز المناعي لإفراز مادة “الهيستامين” التي تتسبب في ظهور أعراض الحساسية.

هناك نوعان من البروتينات في حليب البقر قد تسبب الحساسية:

1. الكازين (Casein) يمثل 80% من بروتينات الحليب وهو الجزء الصلب (اللبن الرائب) الذي يتخثر.
2. مصل اللبن (الشرش، Whey protein)، وهو السائل الناتج من تخثر الحليب خلال تحويله إلى جبن. 

قد يعاني طفلك حساسية تجاه بروتين واحد فقط أو كلاهما، ويصعب تجنب هذه البروتينات لأنها توجد في بعض الأطعمة المصنعة. 

معظم الأطفال المصابين بحساسية حليب البقر قد يحدث لديهم رد فعل تحسسي أيضًا تجاه حليب الأغنام والماعز والجاموس، أو حليب الصويا.

عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بحساسية الحليب

1. بعض أطفال حساسية الألبان قد يعانون أنواعًا أخرى من حساسيات الطعام.
2. الأطفال المصابون بالربو الجلدي أكثر عرضة للإصابة بحساسيات الطعام.
3. التاريخ العائلي لأحد الوالدين تجاه نوع أو آخر من أمراض الحساسية مثل حمى القش، أو الربو، أو الإكزيما. 

مضاعفات حساسية الألبان عند الرضع

الأطفال المصابون بحساسية الحليب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحية الأخرى مثل:

1. الحساسية تجاه الأطعمة الأخرى كالبيض أو فول الصويا أو الفول السوداني أو لحم البقر.
2. حمى القش (رد فعل شائع تجاه وبر الحيوانات الأليفة و الغبار وحبوب اللقاح).

الوقاية من حساسية الألبان عند الرضع

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من حساسية الألبان حتى الآن، ولكن يمكن منع رد الفعل التحسسي للجسم عن طريق تجنب الطعام المسبب للتحسس. 

لذا في حالة إصابة طفلك بحساسية الحليب عليك الآتي:

1.  الالتزام بقائمة ممنوعات حساسية اللبن وتجنب الحليب ومنتجاته.
2. اقرأ ملصقات الطعام بعناية وتجنب الأطعمة المحتوية على  الكازين، أو أحد مشتقات الحليب الذي قد يوجد في بعض  أنواع التونة المعلبة، أو النقانق.
3.  استفسر عن مكونات الطعام عند ذهابك إلى المطاعم. 

يبقى السؤال الأهم متى تختفي حساسية الحليب عند الرضع؟

عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها عند الالتزام بالحمية المناسبة، فبعض الأطفال تتخلص من الحساسية بعد أشهر من المنع وأحيانًا بعد سنوات. لكن بعض الأطفال لا يتخلصون منها أبدًا.

أخيرًا حساسية الألبان عند الرضع قد تنتهي يومًا فثق دائمًا بالشفاء.

المصادر:

• mayoclinic
• kidshealth 

• webmd