كتبت: أسماء شهاوي
مبارك لكي عزيزتي الأم إنجابك طفلك، نعلم كم التحديات التي تحيط بكِ خلال هذه الفترة، مسئولية جديدة واحتياجات جديدة ومخاوف أيضًا جديدة، وسؤال “متى تلجأ الأم للرضاعة الصناعية؟” من أبرز تحديات هذه الفترة.
يجتاح الأم شعور بالذنب تجاه طفلها عند اتخاذ هذا القرار، وتلقى بعض الهجوم من المحيطين.
عزيزتي الأم، تعالي معي في هذا المقال نناقش العقل عن هذا الموضوع، ونتعرف إلى فوائد وأضرار الرضاعة الصناعية وعلامات احتياج الطفل لها.
ما الرضاعة الصناعية؟
هي تغذية الرضيع بأي طريقة دون لبن الأم الطبيعي المكوَّن بثديها طبيعيًا بعد الولادة.
ما الفرق بين لبن الأم الطبيعي واللبن الصناعي؟
تختلف تركيبات الألبان الصناعية، فهناك خيارات متعددة حسب حالة الطفل، هناك لبن بقري معدَّل وحليب الصويا.
هناك الحليب المخصص للأطفال ذوي حساسية اللاكتوز أو حليب مخصص لحساسيات الطعام الأخرى.
يكون الحليب الصناعي في غالب الأمر غني بالمعادن والفيتامينات، ومعزز بالحديد والأحماض الدهنية.
لكن الفرق الجوهري يكمن في صعوبة هضم هذه المغذيات في اللبن الصناعي مقارنةً باللبن الطبيعي.
كما أن اللبن الطبيعي أغني بالأجسام المناعية المصنعَّة بجسم الأم لتحمي الطفل من الأمراض المختلفة، واللبن الصناعي أيضًا يحتوي أجسام مناعية لكنها أصعب في الامتصاص.
جميع التركيبات يجب أن تكون معتمدة من منظمة الغذاء والدواء (FDA). لذلك إن اضطررتِ لإرضاع الطفل صناعيًا لا تقلقي سيحصل على نسبة كبيرة مما يحتاج، حتى وإن كان بجودة أقل من اللبن الطبيعي.
علامات احتياج الطفل للرضاعة الصناعية
هناك عدة علامات تنذر بعدم مناسبة الرضاعة الطبيعية للطفل أو عدم اكتفائه بها، من أبرزها:
1. عدم الشبع
كيف تتأكدين أن طفلك يأخذ ما يحتاج ويشبع؟
- يشعر بالرضا بعد الرضاعة وينام جيدًا.
- يزداد وزنه.
- يبلل حفاضه من 6 إلى 8 مرات يوميًا.
لذلك تابعي وزنه جيدًا، وتابعي الطبيب لمعرفة إن كان حليبك يكفيه أم لا؟
2. بعض حساسيات الطعام
يعد القيء المتكرر بعد الرضاعة نذير لأحد “حساسيات الطعام“، ويوجد فرق بين “القشط” و”القيء” فالأخير يكون بكميات كبيرة، أما “الكشط” فيكون للكميات الزائدة من اللبن بعد الرضاعة فقط.
من أعراض حساسية الطعام أيضًا عسر الهضم والمغص والتهابات منطقة الحفاض والطفح الجلدي، وقد تصل الأعراض لأزمات تنفسية.
أقرأ أيضًا: حساسية الطعام | دليلك الشامل للتعرف إليها
أغلب أنواع الحساسية لا تستلزم وقف الرضاعة كليًا، لكن على الأم إذا قررت استكمال الرضاعة الطبيعية أن تتبع نظامًا غذائيًا خالي مما يتحسس منه طفلها.
أمراض تمنع الرضاعة الطبيعية
على الرغْم من التوصية الدائمة بأهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، إلا أن هناك حالات مرضية تمنع معها الرضاعة الطبيعية.
حالات مرضية تصيب الطفل، مثل:
- مرض زيادة الجالاكتوز الكلاسيكي (Classic galactosemia) وهو مرض وراثي نادر يصيب بعض الرضع، ويحتاج الطفل المصاب لتركيبة لبن مخصوصة.
- هناك حالات تجعل الرضاعة الطبيعية صعبة على الطفل وتستهلك مجهود يضره مثل: الشفة الأرنبية، بعض حالات داون، بعض أمراض القلب.
حالات مرضية تصيب الأم، مثل:
- الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسب نتيجة فيروس (HIV)، حيث تنتقل العدوى بواسطة لبن الأم للرضيع.
- السل (tuberculosis): في حالات العدوى النشطة التي لم تعالج تُمنع الأم من الإرضاع، لكن يمكنها الاستئناف بعد تمام الشفاء.
- الأم المصابة بفيروس إيبولا (Ebola) لاتستطيع الإرضاع.
- الإصابة بفيروس الخلايا اللمفاوية التائية البشرية من النوع الأول أو النوع الثاني ( T-cell lymphotropic virus type I or type II )، تمنع الأم المصابة أيضًا من الإرضاع.
- تعاطي الأم بعض الأدوية التي تضر الطفل عند نزولها في الحليب، مثل: الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (antiretroviral medications)، والعلاج الكيماوي في حالات السرطان.
- تعاطي الأم للمخدرات الممنوعة مثل: الكوكايين.
- عدوى فيروس هربس (Herbes virus): التي تسبب بعض القرح على ثدي الأم فتنقل العدوى للطفل.
- أشعة الصدر: إذا تعرضت الأم للإشعاع فيجب عليها الانتظار حتى زوال أثر الإشعاع من جسدها ثم تستأنف الرضاعة.
- جراحات الثدي: في أحيان كثيرة تكون الرضاعة صعبة على الأم بعد إجراء جراحات الثدي.
في كل الأحوال يجب متابعة الطبيب المختص لينظم معكِ احتياجات طفلك ونظام الرضاعة المناسب لكليكما.
من يتخذ قرار الرضاعة الصناعية
بالطبع هو قرار الأم أولًا وأخيرًا فهي من سترضع، لكن المقصود من الطبيب المختص الذي ترجع له الأم قبل اتخاذ ذلك القرار المفصلي في حياة الطفل والأم معًا؟ دعيني أخبرك عزيزتي أنه يجب عليكِ الرجوع “لمتخصص رضاعة طبيعية” قبل اتخاذ القرار.
مع كامل الاحترام لطبيب الأطفال أو أي تخصص آخر، فإن استشارية الرضاعة الطبيعية لديها من الخبرة والحلول ما يجعلك تلجأين لها، فقد تجدين حل المشكلة قبل اللجوء للرضاعة الصناعية.
حتى لو انقطع اللبن تمامًا؛ تستطيع استشارية الرضاعة الطبيعية إرشادك لأفضل الحلول لإعادة الإرضاع.
متى تلجأ الأم للرضاعة الصناعية
هذه من أشهر الحالات التي تتخذ فيها الأم الرضاعة الصناعية بديلًا كليًا أو جزئيًا للرضاعة الطبيعية:
- عدم كفاية لبن الأم نتيجة ضعفها أو في حالة ولادة توأم.
- غياب الأم لساعات طويلة عن الطفل وعدم تمكنها من شفط كميات كافية من اللبن الطبيعي.
- مرض الطفل بمرض يمنعه من الرضاعة.
- إصابة الأم بمرض يجعل لبنها مضر للطفل.
- مرض الأم بمرض يجعلها غير قادرة على الإرضاع.
مع ذلك يجب التأكيد على الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية، وندعوكِ للمحاولة إلى آخر نفس لإرضاع طفلك طبيعيًا وعدم اللجوء للرضاعة الصناعية إلا في الحالات القصوى.
أضرار الرضاعة الصناعية
مهما كانت الإضافات والتعديلات المضافة للبن الصناعي، ومهما غلا نوعه فلا شيء يضاهي فائدة اللبن الطبيعي للطفل.
كذلك فوائد عدة للأم حيث تقيها الرضاعة الطبيعية من أمراض مختلفة مثل سرطان الثدي والمبيض، هشاشة العظام، أمراض القلب، اكتئاب ما بعد الولادة.
على النقيض؛ تسبب الرضاعة الصناعية أضرارًا عدة مثل:
- السمنة.
- زيادة نسبة التعرض لتسوس الأسنان.
- الحرمان من الأجسام المناعية المخلقة طبيعيًا في لبن الأم.
- التكلفة العالية للألبان الصناعية.
- صعوبة الهضم والانتفاخات والمغص.
- زيادة احتمالية التلوث في أثناء تحضير الرضعات الصناعية.
- بعكس الشائع؛ زيادة المجهود على الأم، إذ يجب تعقيم زجاجات الرضاعة وتدفئة الماء على الوجه المناسب
في النهاية نرجو أن نكون قد اتضح “متى تلجأ الأم للرضاعة الصناعية؟”، فإن كنتي أم؛ استشيري الطبيب واتخذي القرار المناسب، ولا تجلدي نفسك بتعليقات الآخرين؛ فلكلٍ شأنه.
إن كنتي أحد المحيطين بالأم التي ترضع صناعيًا فلا تجلديها بتعليقاتك؛ لعلك لا تعرفين ما دفعها لذلك، ونسأل الله العافية لنا ولأولادنا.
مصادر: