كتبت د. أسماء شهاوي
حبوب منع الحمل أم اللولب أم وسيلة أخرى؟، تواجه السيدات حيرة كبيرة لاختيار وسيلة منع الحمل المناسبة.
تتعدد وسائل منع الحمل وتختلف طرق عملها، منها ما هو هرموني مثل: الحبوب والحقن والكبسولات، ومنها ما لا يعتمد في عمله على الهرمونات مثل: اللولب والواقي الذكري.
دعونا نتناول في هذا المقال “حبوب منع الحمل” ونتعرف على آلية عملها وأنواعها المختلفة، وما إن كانت مناسبة مع الرضاعة الطبيعية، ولماذا يحدث حمل في بعض الحالات رغم استخدام الحبوب.
كيف تمنع الحبوب الحمل؟
يحدث الحمل عندما تجتمع “البويضة” التي ينتجها جسم المرأة مع “الحيوان المنوي” الذي ينتجه جسم الرجل فيما يسمى عملية “الإخصاب”، يُمنع الحمل عن طريق منع عملية الإخصاب من الإكتمال.
تسمى دورة حياة “البويضات” التي ينتجها جسم المرأة بـ “التبويض”، ويتحكم في هذه الدورة الهرمونات الأنثوية ومنها: (الاستروجين والبروجيستيرون).
تمنع الحبوب الحمل من خلال التحكم في هرمونات المرأة حتى لا تكتمل عملية التبويض، كما تزيد من سمك الطبقات المبطنة لعنق الرحم حتى تمنع دخول الحيوانات المنوية.
أقرأي أيضًا: أفضل وسائل منع الحمل | أيهم تناسبك؟ – الجزء الأول
أنواع حبوب منع الحمل
يوجد نوعان رئيسيان من الحبوب تبعًا للتركيب الهرموني لها، يعمل كلٍ منهم بآلية مختلفة:
حبوب مركبة (Combination pills)
تتكون من هرموني الاستروجين والبروجيستيرون المصنعان معمليًا، يتكون شريط الحبوب من “حبوب نشطة” تحتوي هرمونات، و”حبوب غير نشطة” لا تحتوى هرمونات وتؤخذ في أيام الطمث.
تختلف مدة نزول دم الطمث تبعًا لنوع الحبوب المركبة أيضًا، بعض الأنواع تكون دورتها شهرية، تؤخذ الحبوب النشطة لمدة 21 إلى 24 يوم، وتكون الفترة الأخيرة من الشهر هي فترة نزول دم الحيض.
أو تكون “حبوب مركبة ممتدة” تجعل نزيف الطمث يحدث كل 3 أو 4 شهور.
حبوب البروجيسترون فقط أو الحبة الصغيرة
لا تحتوي هذه الحبوب هرمون الاستروجين، توصف للنساء اللواتي لديهن مشكلة مع تناول الاستروجين، ويكون شريط الحبوب مكون من أقراص متماثلة في التركيب، فلا يوجد حبوب غير نشطة.
ويختلف نزول دم الحيض من إمرأة لأخرى مع استخدام هذه الحبوب.
كيف أحدد النوع المناسب لي من حبوب منع الحمل؟
بالطبع هذا الخيار يجب الرجوع فيه للطبيب، فليست كل أنواع الحبوب تناسب كل السيدات، فحسب ظروف الدورة الشهرية لكل سيدة، أو إن كانت تعاني أمراضًا مزمنة.
كذلك بعض الأدوية تتعارض مع هذه الوسيلة، كما أن أمراض القلب والأوعية الدموية لها تعامل خاص.
نوع الرضاعة أيضًا يحدد نوع الحبوب الملائمة، فالرضاعة الطبيعية تحكم خيارات الأم.
حبوب منع الحمل للمرضعات
تحدث عملية نزول اللبن في الرضاعة الطبيعية بناءً على تغييرات هرمونية في جسم الأم ومن أبرز تلك الهرمونات “البرولاكتين”.
لذلك فاختيار وسيلة هرمونية أثناء الرضاعة يجب أن يتم بعناية، وتعتبر “الحبة الصغيرة” أو حبوب البروجيسترون فقط هي الأفضل.
الاستخدام اليومي المنتظم لحبوب البروجسترون يكفل حماية جيدة ضد حدوث حمل مع الرضاعة الطبيعية، كذلك لا يؤثر على تكوين اللبن بشكل يضر الطفل، حيث تنزل كميات طفيفة من الهرمون مع اللبن.
الحبوب المركبة ليست الخيار الأفضل بسبب احتوائها على هرمون الاستروجين، لكن صرحت الجمعية الأمريكية لطب الأطفال باستخدامها بجرعات محدودة بشرط استقرار إنتاج اللبن.
لذلك عزيزتي الأم المرضعة استشيري طبيبك قبل اختيار الحبوب المناسبة لكِ ولطفلك.
حبوب منع الحمل الطارئة
تستخدم الحبوب الطارئة بعد حدوث اتصال جنسي بدون وقاية، ويعتمد عملها على هرمون البروجستيرون المصنع معمليًا أيضًا.
تقوم فكرة عملها على تأخير التبويض تفاديًا لحدوث الحمل، وكلما أسرعتِ في استخدامها بعد العلاقة كلما تأكد مفعولها.
قد تسبب الحبوب الطارئة بعض الأعراض الجانبية مثل: الصداع، الغثيان، اضطرابات الدورة الشهرية من حيث موعدها أو آلامها.
لذلك يجب استشارة الطبيب أيضًا قبل استخدامها، وعدم الاعتماد عليها كوسيلة دائمة.
هل يحدث حمل مع استخدام حبوب منع الحمل؟
تمنع الحبوب الحمل بنسبة 99% تقريبًا بشرط الاستخدام المنظم الصحيح، لكن إن حدث إهمال في تعاطيها أو تنظيم موعدها فذلك يُعرضك لحمل غير مرغوب.
اضبطي ساعتك، فالتأخير عن الجرعة -إن تجاوز الثلاثين دقيقة تقريبًا- يجعلها عديمة الفائدة.
بعض الأدوية أيضًا تعارض مفعول حبوب منع الحمل مثل:
- مضاد حيوي ريفامبين (Rifampin).
- مضاد الفطريات (Griseofulvin).
- بعض أدوية فيروس نقص المناعة HIV.
باختصار؛ حبوب منع الحمل من الوسائل التي تتطلب دقة وحذر مع استخدامها للحصول على أفضل نتيجة وأعلى أمان، تابعي مع طبيبك للحصول على أفضل رعاية وأسلم قرار.
المصادر:
.clevelandclinic
.plannedparenthood
healthline
webmd
.nhs
plannedparenthood