يعني إيه تولدي بنت في مجتمع ذكوري؟

كتبت/ ميرهان فؤاد

المجتمع الذكوري هو اللي بيسيطر ويهيمن عليه الذكور، ايوه زي مجتمعنا كده، البنت من أول ما بنعرف أنها جاية في السكة، من وأمها حامل فيها، الأب بيبتدي يمتعض، إيه دا كان نفسي في ولد! والأهل يقولولك إيه “يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات” في مذيع شهير طلع قريب قال إنه أول ماعرف إن مراته حامل في بنت الدنيا لفت بيه، ورفض يحضر الولادة! ودا مفروض أنه مستوى ثقافي واجتماعي عالي مابالك الطبقات الأقل بتعمل إيه!

تحديد دورك لأنك ست من وأنتِ في اللفة

في أدوار بيفرضها علينا المجتمع، من أول ما بنتولد، البنت مثلا ليها صفات وأدوار مرسومة لازم تقوم بيها، لازم تبقى لطيفة، وصوتها واطي، مفيش بنت تضحك بصوت عالي! لازم تبقي مطيعة، وهادية، بنهيألها لعريس المستقبل من وهي طفلة، لازم تلعب بالعروسة، أصلها لازم تبقى أم، والست اللي بترفض الأمومة دي بتحارب الطبيعة! بنتخيل إن طبيعتها أنها حمولة، وصبورة، وبتعرف تعمل مهام متعددة، دي حاجة في جيناتها، مش عشان جوزها مبيعملش مهامه مثلا، وسايب كل حاجة عليها! حتى لما بنيجي نمدحها نوصفها بصفات زي دي ست بميت راجل، كأن الراجل هو مقياس أي فعل كويس. مينفعش يبقى ليكِ اهتمامات مختلفة، أنتِ متأكدة أنك بتفهمي في الكورة؟  دي لعبة رجالي، انتي تروحي ع المطبخ.

قد ايه تكلفة أنك تكوني بنت في مجتمع ذكور؟

الحقيقة تكلفة أنك تكوني بنت في مجتمع ذكوري كبيرة أوي، لو ابتدينا بالتكلفة الاقتصادية ففيه حاجة اسمها الضريبة الوردية، بتتفرض عليكِ من أول يوم ولادتك، بتلاقي هدوم ومستلزمات البنات اللي غالبا لونها روز أغلى من هدوم الولاد واللي بيكون لونها لبني،

ودا في كل السلع بالمناسبة، شوفي كدا مكنة الحلاقة الرجالي بكام، ونفس المكنة الحريمي بكام، بس لونها روز. الفوط الصحية، دي سلعة أساسية والدولة بتفرض عليها ضرايب، وفي ستات كتير جدًا مش بتقدر تشتريها، الميديا بتصدر صورة معينة للجمال، والوزن، والمجتمع كمان بيحط معايير جمال خاصة بيه، ويبدأ يحاسب عليها، أنتِ عندك ترهلات ليه؟ عندك سيليوليت؟ أنتِ مش جميلة كفاية جوزك له حق يبص برا.

التكلفة طبعا بتمتد للتفرقة في المعاملة في البيت بين الابن والبنت، أنتِ بنت هاتي لأخوكِ ياكل، إكويله هدومه، هو مسموحله يتأخر بره لكن أنتِ لأ، هو مسموحله يعلّق على لبسك، وعلى أصحابك، ويمكن يفتش في حاجاتك، وفي موبايلك. 

ضربك؟ معلش استحملي، دا راجل! البنت دي بتتجوز وجوزها برضه بيضربها، لأنها اتعودت تبقى مقهورة، ومتربتش على العدالة. بعد مابتتجوزي طبعا أنتِ مسئولة عن شغل البيت، وتربية العيال، وكمان عندك شغلك، الراجل في الغالب بيبقى الغائب الحاضر، ميعرفش أي حاجة عن الأولاد، وطبعًا عيب يجيب لنفسه كوباية مية، حتى لو بيساعد في البيت هتلاقيه ممكن يعمل أي حاجة إلا نشر الغسيل! أصل عيب الناس يشوفوني وأنا بساعد في البيت، يقولوا عليا ايه؟ مش راجل كفاية؟

اقرأ أيضًا: أنتِ مش مجنونة.. تسمعي عن الجاز لايتنج؟

أنتِ بنت في مجتمع ذكوري اوعي تنسي!

 كبنت كل خطوة بمشيها بفكر قبلها، بفكر هلبس ايه عشان محدش يتحرش بيا، لازم اقعد ضامة جسمي كده، ومنكمشة في نفسي، مش قاعدة براحتي زي الراجل، دايما مش مرتاحة.  أنتِ بنت مينفعش تركبي عجلة أصلها بتأثر على العذرية، مينفعش تلعبي جمباز، حتى تعليمك أنتِ بتتعلمي كدا وخلاص، آخرك بيت جوزك، وليكي دور مقدس هو انك تكوني زوجة وأم، أي حاجة تانية هتبقى بتخدم الدور دا، انتي بتتعلمي عشان تبقي أم كويسة تذاكري لعيالك، وأسهمك تعلى في سوق العرسان.

أنا مش عايزة الدور ده!

منقدرش نقول إن كل البنات مستسلمة للوضع ده، أكيد طول الوقت فيه مقاومة، حتى لو مقاومة سلبية، والمقاومة بتاخد أشكال كتير جدًا، كل واحدة هي اللي تحدد الوقت المناسب اللي تثور فيه، وإزاي تتصرف، وأحنا منملكش غير دعمها. لأن مش كل الستات عندها نفس الخيارات. لكن الأكيد أنك مش هتعدمي طرق المقاومة!