كتبت/ شيري رمسيس
في سلسلة حلقات صرخة مراهق هنعرف أيه بيدور في دماغ ولادنا وبناتنا في سن المراهقة، وإزاي بيشوفوا ردود أفعالنا على تصرفاتهم ومردود كلامنا عليهم بيكون إيه، وده في محاولة مننا إننا ندخل جوه دماغهم عشان نفهم اكتر ونحاول نقدملهم الدعم والنصيحة بشكل صحيح.
أنا مش عارفنى أنا تهت مني أنا مش أنا
لا دى ملامحى ولا شكلى شكلى ولا ده أنا
أنا فعلاً متلخبط آخر حاجة، مستغرب كل حاجة، مش عارف أكون زى ما هما عاوزني، و لا عارف أنا عاوز إيه أصلاً.
شكلى بقى غريب ومناخيرى كبرت و بقيت شبه الجزرة ، و هدومى عمالة تصغر، كل ما أجى ألبس بنطلون ماما تبص عليا من فوق لتحت و تقولى هو ده كمان قصر؟!! يخربيت سن المراهقة ايه حكايتك يا أبنى ؟!! ما تلبسش البنطلون ده تانى..
ببقى مش عارف مفروض أرد أقول إيه ؟! ما هو أنا مش عارف إيه حكايتى فعلاً و نص لبسى بقى شكله غريب عليا!
أنزل ألعب كورة مع أصحابي و أول ما أدخل البيت و ماما تشوفنى تصرخ فى وشى
“اوف ريحتك تقرف ادخل استحمى دلوقتى حالاً”
“طب يا ماما 10 دقايق و أدخل الحمام”
“مفيش قعاد على الفرش بالقرف ده، أنت مش شامم نفسك”
الصراحة مش شامم بس بسكت.
كل ما تشوف وشي تقولى استحمى استحمى و أنا بقيت بزهق من الأوامر، و بزهق من الحموم، و بزهق تقريباً من كل حاجة، شكلى كدة بقيت كائن زهقان قرفان متضايق.
وحتى مش عارف متضايق ليه ومش بعرف أقول متضايق من إيه!
جسمى ملخبطنى و موترنى وبابا بيقولي عادي عشان أنت في سن المراهقة، العيال اللى معايا فى الفصل بقى شكلنا كلنا أغرب من بعض، الواد زياد بقى طوله حاجة كدة بتاع مترين وبقى شبه المسورة، مش قصدى أتنمر دى خلقة ربنا أنا عارف بس شكله بقى غريب بجد.
الواد علي طول عمره اوزعه و لسه اوزعه بس مصاحب الواد محمود ميدو التخين و على طول رايحين جايين مع بعض هما الأتنين سوا عاملين زى تيمون و بومبا، يووه بجد مش قصدى أتريق على خلقة ربنا يسامحنى بقى .. يا رب أنت عارف.
أما بقى ياسين طلع له شنب مخضر شكله فظيع كده تحس إن فى حاجة وسخة في وشه، و الواد مينا و الواد عماد طلعلهم شعر فى أيديهم و بيمشوا مشمرين القميص فى عز البرد.
كل الفصل بقى شكله أغرب من بعض، و شوية طلعلهم حبوب فى وشهم، و أنا كمان عندى حبوب فى ضهرى ووجعنى أوى والدكتور قال لماما ده طبيعي في سن المراهقة وكان عندى كام حباية فى وشى بس راحوا من كام يوم الحمد لله، و شوية لسه قصيرين اوزعه زى ما هما و كله بيتكلم على كله.
و بيتكلموا كمان على البنات و حاجات قليلة الأدب كتير، بيبقى نفسى أسمعهم بس الشلة بتاعة الواد زياد مش بيرضوا يقعدونى معاهم و مش بيخلونى أسمعهم وبيتريقوا على شعري علشان شعرى ناعم و بيقولوا لى لما تكبر تبقى تيجى تقعد معانا.
من أسبوع أتخانقت مع عمر علشان قالى شعرك زى شعر البنات و زقينا بعض و كنت هعلم عليه لولا أستاذ أيمن جه وزعق لنا إحنا الإتنين وقال مش طالبة عيال مراهقة، و قعدت يومين مابكلمهوش بس رجعت اكلمه علشان مش عايزهم يقولوا عليا قماص وعيل.
بابا بقى كل ما يشوف وشى و هو راجع من الشغل أنا بكون يا أما بذاكر أو قاعد على الموبايل يتنرفز عليا و يقولى : “بطل دلع بقى خليك راجل”
أقوله “طب ما أنا بذاكر أهو”
يقولى “متردش عليا و أتعلم الإحترام”، أسكت يقوم متعصب و يقولى “هو مش أنا بكلمك”!
بقيت بختفى فى ميعاد رجوعه من الشغل و بحاول مطلبش منه أى حاجة و كل ما يشوفنى يقولى “بطل شغل العيال بقى و أسترجل”.
أنا مش عارف يعنى أعمل إيه؟! أبقى راجل إزاى يعنى؟!
أنا بجد عايز أبقى راجل بس مش عارف أعمل كده إزاى؟؟
لما بخرج مع ماما بشيل الشنطة التقيلة رغم إنها بتبقى تقيلة جدًا، مش عارف هى بتشيل أثقال كل ده ليه و هى رايحة عند تيتا، بس بشيلها بالرغم من إنها بتقطم ضهرى..
بقول علشان ماما تحس انى كبرت وبقيت راجل، هى بتنبسط و تقولى “شكرًا ربنا يخليك ليا يا طروقى” أنا بحبها تقولى طروقى، بس ولاد خالتى بيتريقوا عليا و بيقولوا “ياختى عسل، طروقى كتكوتى يا حلوة” و أنا بتغاظ منهم أوى و بتعصب عليهم.
علشان كده بكشر و بقول لماما متقوليش طروقى تانى مش عاوز اسمع الاسم ده رغم انى بحبه أوى!
اقرا أيضًا: يعني إيه تولدي بنت في مجتمع ذكوري؟
فاكر لما كنت عيان أوى و أنا صغير و ماما فضلت أسبوع بتنام جنبى فى سريرى و بتاكلنى و تاخدنى فى حضنها و كانت بتغني لى كمان، بس دلوقتى أنا راجل و مش طروقى بقت تقولي خد الدواء وعلى سريرك.
أختى جوجو كمان بزعق لها لما بتقول طروقى، مع إننا كنا بنحب نلعب سوا أنا و هى و أعمل سوبرمان و كانت مسميانى في اللعبة سوبر طروقى.
لو حد من صحابى سمع طروقى دى مش هخلص من تريقتهم وهيفضلوا يسفوا عليا، أنا بقيت برفض حاجات كتير بحبها علشان خايف من التريقة!
أنا مش عارف أنا عاوز أكون طروقى ولا طارق؟!!
ساعات بيبقى نفسى أكون طروقى الصغير اللى بيلعب و بيتشاقى و الناس تشوف شقاوته دمها خفيف و بيحبوه.
و ساعات ببقى عاوز أكون طارق الراجل الجدع القوي وبساعد كل الناس. و فى كل الأحوال نفسى ماما و بابا ميكونوش زعلانين منى ويبطلوا يطلبوا مني استغنى عن كل حاجة بحبها عشان أبقى راجل، وليه أصلاً مينفعش أبقى راجل ومبسوط في نفس الوقت!
تعليق واحد
تعقيبات: البريود وحكايات بنات من فصل C /5)