كتبت/ ميرهان فؤاد
أحيانا بيبقى صعب على المجتمع تخيل إن الستات ممكن تختار، أو يبقى عندها اختيار حر، سواء تتجوز في الوقت اللي هي عاوزاه، أو متتجوزش خالص، أو تقرر متخلفش، أو تقرر تعمل حاجة تانية، تكون أم محتضنة وتكفل طفل مثلا..
والكفالة بقى لها مسمى جديد وبقت تعرف باسم الاحتضان، والاحتضان موجود في مصر، يعني ممكن أسرة أو ست عزباء تكفل طفل وتختار بكامل حريتها أنها تكون أم.
ولكن في كتير من الأحيان بيبقى مجرد قرارها احتضان طفل كافي عشان بيتصب عليها كل اللعنات، من أول الاتهام بهدم منظومة الأسرة، وإنها عايزة تخلي البنات متتجوزش زيها، لحد إن إزاى تربي طفل هيكون في المستقبل شاب مش محرم ليها!
مرورا بتذكيرها إنها عمرها ما هتبقى أم عادية، لأنها محملتش، ولا رضعت، ومعندهاش غريزة الأمومة اللي تخليها تحب الابن أو البنت دي، دا هي ممكن مثلا تبقى بس مشفقة عليه أو عليها.. للأسف السخافات دي بتتقال للستات صراحة.
أولًا من حق كل واحدة تقرر تخلف أو متخلفش، أو تكفل طفل، وتجربة الاحتضان دي فيها تخلي كبير جدًا عن الأنانية على عكس نظرة المجتمع للأم المحتضنة أنها أنانية! وفيها كم كبير من الشجاعة، والعطاء.
وخلينا نقول إن في ستات كتير مش عاوزة تتجوز، هي مفاجأة طبعًا!
بس دي الحقيقة يا جماعة، مش كل الناس عاوزة تتجوز، وبرضه ممكن يبقوا عاوزين يمارسوا الأمومة، طب يعملوا ايه؟ في آلاف الأطفال موجودين في دور رعاية، ممكن نكفلهم ايه المانع؟
اقرأ أيضًا: يمنى دحروج في حوارنا معها عن الاحتضان “الأم الحاضنة لا تمتلك رفاهية الشكوى”!
أم عزباء وطفل مكفول
لو حللنا الموضوع هنلاقي الأم المحتضنة غالبًا حسبت الموضوع أكتر بكتير من الأم البيولوجية، و خلينا واضحين في ناس كتير بتتجوز، وتخلف على طول من غير ماتحسبها أو يكون قرار الأمومة جاي عن اقتناع وتفكير.
لكن الأم المحتضنة غالبًا أخدت وقتها في التفكير، ووضبت وضعها المادي، واستعدت لتربية طفل وهيئة الجو المناسب له، يعني ممكن جدًا في حالات تبقى أحسن من أم بيولوجية جابت أطفال مش عارفة تربيهم كويس، لأنها مش مستعدة ليهم من الأساس!
لكن للأسف المجتمع بيبقى واقف متربص للأم المحتضنة دي..
ها وريني بقى هتبقي أم ازاي!
أنتِ فكرتي إن ابنك دا هيكبر وهو مش محرم ليكِ؟
والرد على العبث ده طب هو ليه الطفل العادي مش بيفكر في أمه اللي هي أكبر منه بتلاتين سنة تفكير جنسي؟
اشمعنى مثلا الطفل المكفول هيفكر كده؟
وبعدين ايه اللي يخلي الناس تشغل بالها بالطفل عنده تلت سنين ممكن يفكر إزاي في المستقبل؟ أنت ليه مشغول بالموضوع ده اوي؟
الأمومة دور بنختاره
الأم العزباء لطفل مكفول لو غلطت واشتكت، هيقولوا شوفتي، قولنالك مش هتعرفي!
السؤال بقى هل انتوا فعلا خايفين على الطفل، ولا مش قادرين تشوفوا حد عمل اختيار في الحياة مختلف عنكوا؟
هل مش من حق الأم المحتضنة دي تغلط في التربية؟ مش من حقها تشتكي؟ ما التربية بالتعلم
ايه المشكلة تغلط؟ هي مش إنسانة؟ بدل ما تقعد تدي تحذيرات للأم المحتضنة إنها مش هتعرف تبقى أم، ممكن نساعدها أحنا كأمهات، ننقلها خبرتنا -لو هي طلبت طبعا- منخليش ولادنا تبعد عن الطفل المكفول أو نحذرهم منه ويبقى في طفل بريء بيتعرض للتنمر كأنه عنده مرض معدي ولا حاجة!
نسيبها تعيش تجربتها، ومنحكمش عليها، بالعكس واجب علينا نشجع ناس تانية تخوض تجربة الاحتضان لأن الأطفال مكانها في البيوت.
تعليق واحد
تعقيبات: موقف دار الإفتاء المصرية من الاحتضان