أوضاع الرضاعة الطبيعية | لراحتكِ وراحة طفلك

كتبت د.ندى الشاذلي

تنتظر كل أم تلك اللحظة التي تضع فيها مولودها وتبدأ مرحلةً جديدةً تتسم بالحب والعطاء وهي مرحلة الرضاعة الطبيعية.

 لكن مع بداية تلك المرحلة ترغب الأم في معرفة أي وضعٍ من أوضاع الرضاعة الطبيعية عليها اختيارها. إليكِ عزيزتي أشهر أوضاع الرضاعة الطبيعية في المقال الآتي.

ما أوضاع الرضاعة الطبيعية؟

هي الأوضاع التي تختار من بينها الأم قبل بدء جلسة الرضاعة بما يناسبها هي وصغيرها. إذ إنه ليس من المفترض أن تكون الرضاعة الطبيعية مؤلمةً للأم أو صعبةً على الطفل.

تكمن أهمية تلك الأوضاع في مساعدة كلًا من الأم والطفل على إتمام مدة جلسة الرضاعة حتى يشبع الصغير، وتمكنهما من إنهاء مرحلة الرضاعة الطبيعية كاملةً بنجاح.

دعيني أوضح لكِ الأوضاع الصحيحة للرضاعة محاولةً في مساعدتك على معرفة الوضع الأكثر راحةً لكِ ولطفلك.

أقرأي أيضًا: تغذية الأم خلال فترة الرضاعة | الأساس السليم لبناء طفلِك

أوضاع الرضاعة الطبيعية

وحدَكِ مَن تُقرر أفضل وضع للرضاعة إذ إن الوضع الذي تشعرين فيه بالراحة أنتِ وصغيرك يعد هو الوضع الأمثل لكما.

وضع المهد (Cradle)

يعد هذا الوضع هو الوضع الأكثر شيوعًا في أوضاع الرضاعة الطبيعية. إذ تجلس الأم بطريقة مستقيمة وتحمل طفلها على جانبه وتضع رأسه على ذراعها ويكون جسده مقابلًا لجسدها، وترضع الطفل من الثدي المقابل للذراع الذي تحمل به طفلها.

احرصي على وضع طفلك على جسدك حتى يشعر بالأمان والدعم الكامل منكِ، ويمكنك تثبيت رأسه ورقبته باستخدام ذراعكِ الآخر.

وضع الاستلقاء

يطلق عليه “التنشئة البيولوجية”، ويبدو من اسمه أن تستلقي الأم على أريكة أو سرير لكن ليس في وضع النوم.

إذ ترفع الأم ظهرها باستخدام بعض وسائد مريحة لرأسها وكتفها، وتحمل طفلها مقابلًا لجسدها وتتركه يتخذ أي وضعٍ يشعر فيه بالراحة مادام  فمه بالقرب من ثديها. ويمكنها مساعدة طفلها على التقامه إذا احتاج إلى ذلك.

وضع المهد المعكوس (Cross-Cradle)

هنا تجلس الأم مستقيمة على كرسي مريح حبذا به مساند للذراعين، وتحمل الطفل على الذراع المعاكس للثدي الذي ستُرضع منه، وتثبت رأسه بيدِها.

ارفعي طفلكِ لأعلى ولا تنحني أنتِ إلى الأمام، واستخدمي يدكِ الأخرى لرفع ثديَكِ على شكل حرف “U” وضعيه في فم الطفل.

وضع كرة القدم

يوضع الطفل بمحاذاة ساعد الأم -حتى تتمكن من حمل الطفل- ثم تمسك رأسه ورقبته في راحة يدها مثل كرة القدم.

يعد هذا الوضع ملائمًا للأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار، ووضعًا جيدًا للأم في حالة الولادة القيصرية لتقليل الضغط على بطنها.

وضع الاستلقاء الجانبي

وهو الاختيار الأمثل للرضاعة الليلية في السرير. إذ يمكن للأم الاستلقاء على جانبها واستخدام بعض الوسائد لجعلها أكثر راحة، ثم تضم صغيرها بالقرب منها.

ترفع الأم ثديها بيدِها وتضع الهالة المحيطة بالحلمة في فم الطفل، ويمكنها دعم رأسه ورقبته حتى يتمكن من مواصلة الرضاعة دون جهد أو التواء.

وضع كرة الرجبي (Rugby-Position)

يعد هذا الوضع وضعًا رائعًا من أوضاع الرضاعة الطبيعية للتوأم. إذ يُمّكن الأم من إرضاع طفليها في الوقت ذاته وهي حرة اليدين نوعًا ما.

يعرف أيضًا باسم “وضع تحت الإبط”، إذ تجلس الأم وتضع الطفل جانبها على وسادة أو مسند إذ تكون قدميه في اتجاه ظهر الكرسي.

هكذا يصبح الطفل أسفل ذراع الأم، ويمنحها هذا الوضع كثير من التحكم في الطفلين ورؤيتهما جيدًا وهو مناسب أكثر للأطفال الصغار.

كوني حريصة على الاستعداد التام لجلسة الرضاعة قبلها، وضعي كل ما قد تحتاجين إليه في متناولك.

إليكِ عزيزتي بعض النصائح الغالية وهي بمثابة أبجديات الرضاعة الطبيعية.

أقرأي أيضًا: فوائد الرضاعة الطبيعية | الغذاء السحري لطفلِك

نصائح للأم المرضعة

تتلخص تلك النصائح في ثلاث كلمات هي: الوعي والصبر والراحة.

الوعي

اعلمي غاليتي أن وعيكِ وانتباهكِ إلى علامات ودلائل الجوع لدى صغيرك مهم للغاية؛ إذ عليكِ إرضاعه عندما يشعر بالجوع.

قد يطلب الطفل الرضاعة من 8 إلى 12 مرةً يوميًا في خلال الأسابيع الأولى من عمره.

إذا حرك الطفل يديه تجاه فمه، أو أصدر أصواتًا مثل المص، أو اتجه نحو ثدييك فهذا يدل على إنه جائع، لكن انتبهي من بكاء الطفل إذا كان جائعًا فهذا دليل على جوعه الشديد.

الصبر

قد تكون الرضاعة الطبيعية شاقة ومرهقة للأم في بداية الأمر، لكن اعلمي عزيزتي أن عليكِ التحلي بالصبر فهي تجربة تستحق العناء.

ليس عليكِ سوى إرضاع صغيرك وقت ما يريد ذلك ولا تستعجليه في أثنائها، إذ عادةً ما يرضع الأطفال من 10 إلى 20 دقيقةً من كل ثدي.

الراحة

وهذه هي كلمة السر في الاستمتاع مدة الرضاعة الطبيعية، واعلمي أن راحتكِ هي أهم مرحلة من أجل مواصلة الرضاعة فاحرصي عليها.

ختامًا، إن الرضاعة الطبيعية تجربة مميزة تستحق الصبر والمحاولة لإيجاد أكثر أوضاع الرضاعة الطبيعية ملائمةً لكِ ولطفلكِ حتى تنعما سويًا بأكثر الأوقات سعادة.

المصادر:

medela

whattoexpect

medicalnewstoday

madeformums

webmd

parenting