كتبت : د.هبة حبشي
نصحني طبيبي بمتابعة قياس ضغط الدم، وأخبرني أنه مؤشرًا لصحتي وصحة جنيني، لتجنب خطر الإصابة بضغط الحمل، وتشخيص أي مشكلات أساسية أو مضاعفات محتملة.
وبدأت رحلة الحمل بمشاعر الفرح الممزوجة بالقلق وعديد من التساؤلات، ما هو هذا المرض؟ وما مدي خطورته؟ وهل يُمكن علاجه؟
ما معدل ضغط الدم الطبيعي للحامل؟
يكون معدل ضغط الدم الطبيعي عادةً 120/80 ملم زئبق، ولكن قد تحدث عديد من التغيرات بالجسم لاستيعاب نمو الجنين وتطوره تُصاب المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم إذا زادت هذه القراءة، مما يشير إلى مضاعفات خطيرة، لذلك من المهم تتبعه وإدارته طوال فترة الحمل.
بينما لا يُسبب انخفاض ضغط الدم خلال الشهور الأولى مشكلات صحية كبيرة، لذلك يمكن لمعظم النساء معالجته في المنزل، وقد تلاحظين خلال مشوار حملك انخفاضًا في معدل ضغط الدم، خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، ويرتفع مرة أخرى خلال الثلث الثالث منه.
ما هي أعراض ضغط الحمل المنخفض؟
عزيزتي الأم لا يدعو انخفاض ضغط الدم للقلق، لكن أعراضه قد تكون مزعجة لكِ، وتشمل ما يلي:
- الدوخة.
- الغثيان.
- الدوار الذي يؤدي للإغماء.
- الإجهاد الشديد.
- العطش حتى بعد الشرب.
- ازدواج الرؤية.
- الجلد البارد أو الشاحب.
- قلة التركيز.
يجب مناقشة الطبيب إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، للمساعدة على منع حدوث مضاعفات محتملة.
اقراء أيضًا: تجهيز شنطة الولادة | 8 أغراض أساسية لولادة نموذجية
ما هي أسباب انخفاض ضغط الحمل؟
ينخفض ضغط الدم نتيجة للهرمونات المتقلبة والتغيرات في الدورة الدموية، خاصةً في الثلث الأول والثاني.
يتأثر ضغط الدم بمستويات طاقة المرأة، والعصبية، وأسلوب الحياة، ومستوى التوتر.
يوجد أيضًا أسباب مؤقتة أخرى، مثل الوقوف بسرعة كبيرة أو الاستلقاء في حمام ساخن مدة طويلة.
تُساهم أيضًا بعض الأدوية في انخفاض ضغط الدم للحامل.
علاوةً على ذلك، تساهم بعض العوامل الأخرى في انخفاض الضغط للحامل، مثل:
- سوء التغذية.
- نزيف داخلي.
- فقر الدم.
- أمراض القلب.
- اضطرابات الغدد الصماء.
- الراحة في الفراش مدة طويلة.
- الالتهابات.
- ردود الفعل التحسسية.
- الجفاف.
ما هو علاج انخفاض ضغط الحمل؟
جدير بالذكر أنه لا يُوصي الأطباء بالأدوية للنساء الحوامل، إذ لم تكن الأعراض خطيرة أو يحتمل حدوث مضاعفات.
لكن، هناك بعض التوصيات لتجنب أعراض انخفاض الضغط المزعجة، نذكر منها:
- تجنب الوقوف بسرعة بعد الجلوس أو الاستلقاء.
- تناول وجبات صغيرة طوال اليوم.
- شرب المزيد من الماء.
- عدم الاستحمام بماء شديد السخونة.
- عدم الوقوف لفترات طويلة.
- ارتداء ملابس فضفاضة.
- النوم على الجانب الأيسر.
- الاعتماد على نظام غذائي صحي.
ما هو ضغط الحمل المرتفع؟
يوجد نوعين من الضغط المرتفع، نذكرها كما يلي:
ارتفاع ضغط الدم المزمن
يُقصد به ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل وتحديدًا قبل 20 أسبوعًا من الحمل.
تكون النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل في الثلث الثاني أو الثالث منه.
ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل
يُشخص ضغط الدم المرتفع بعد 20 أسبوعًا من الحمل أو بالقرب من الولادة، وقد تتعرض بعض النساء المصابات به بارتفاع الضغط المزمن مستقبلًا.
ما هي مضاعفات ضغط الحمل المرتفع؟
يؤدي الضغط المرتفع إلى عدة مضاعفات للأم والجنين، وتشمل ما يلي:
- الولادة المبكرة، هي الولادة التي تحدث قبل 37 أسبوعًا.
- الحاجة للولادة القيصرية.
- مشكلات نمو الجنين.
- انفصال المشيمة (Placental abruption).
- تسمم الحمل (Preeclampsia).
تسمم الحمل (Preeclampsia)
هي حالة طبية طارئة تحدث نتيجة لضغط الدم المرتفع سواء كان المزمن أو المرتبط بالحمل، وتشمل أعراضها ما يلي:
- صداع دائم.
- تورم في اليدين أو القدمين.
- ضيق التنفس.
- ألم في الجزء العلوي من المعدة.
- غثيان أو قئ.
- التهابات جلدية.
- تشوش الرؤية.
توجد حالة طبية خطيرة لكنها نادرة الحدوث تسمى تسمم الحمل التالي للوضع (Postpartum preeclampsia)، ويمكن أن تُشخص عادةً في غضون 48 ساعة بعد الولادة أو تحدث بعد 6 أسابيع.
وتتشابه أعراض تسمم الحمل التالي للوضع لأعراض تسمم الحمل.
كيف يمكن تجنب ارتفاع ضغط الحمل؟
يمكنكِ تجنبهذا الأمر إذا كنتِ تخططين للحمل، بمناقشة طبيبك الخاص حول وجود أي مشكلات صحية، وكذلك نوع الأدوية التي تتناولينها.
سيساعدك الطبيب على العثور على الأدوية الآمنة خلال الحمل، كذلك سينصحك بما يلي:
- اتباع نمط غذائي صحي للحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة.
كذلك توجد بعض الإرشادات خلال الحمل، مثل:
- المتابعة المبكرة والمنتظمة مع الطبيب.
- تجنب تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
- تتبع ضغط الدم بالمنزل باستخدام جهاز قياس الضغط، واستشارة الطبيب في حال ارتفاع ضغط الدم.
- الاستمرار في اختيار الأطعمة الصحية والحفاظ على وزن صحي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه لما تشعرين به بعد الولادة، إذ إن ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل قد يؤدي إلى تسمم الحمل بعد الولادة.
لذلك قد تحتاجين إلى رعاية طبية طارئة.
ضغط الحمل والولادة الطبيعية
انتشر مؤخرًا مصطلح الولادة بدون ألم، باستخدام التخدير النصفي -التخدير الشوكي- (Epidural)، رغم ميزته في تقليل الإحساس بآلام الولادة الطبيعية، لكن له آثار جانبية عدة.
يُعد انخفاض ضغط الدم أحد الآثار الجانبية للتخدير النصفي فتشعر الأم بالدوار أو الغثيان.
سُرعان ما يلاحظ الطبيب هذا الانخفاض في الضغط، ويعالجه بالسوائل أو الأدوية بالتنقيط للحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.
ختامًا -عزيزتي الأم- أعلم أن رحلة الحمل شاقة، وأعراض ضغط الحمل مزعجة، وربما تراودك كثير من المخاوف حول مخاطره.
لكن، تجنُب المخاطر ليس بالمستحيل بل ممكن جدًا، بالالتزام بتعليمات الطبيب المعالج ونصائحه طوال فترة الحمل. وأتمنى لكِ ولجنينك ولادة دون أي مخاطر.
Sources
- https://www.healthline.com/health/pregnancy/low-blood-pressure-during-pregnancy
- https://www.medicinenet.com/what_causes_low_blood_pressure_in_pregnancy/article.htm
- https://www.nhs.uk/conditions/epidural/side-effects/
- https://www.healthline.com/health/pregnancy/chronic-hypertension-blood-pressure#outlook
- https://www.cdc.gov/bloodpressure/pregnancy.htm
One comment
Pingback: خرافات عن مرض التوحد ..متصدقيش كل الكلام!