باستقبال مولودي الذي طال انتظاره، لا أستطيع وصف السعادة التي تغمرني والبهجة التي ملأت عليّ حياتي، لكن رغم تلك البهجة، لا أمتلك الوقت الكافي للاعتناء بنفسي وبطفلي.
لم يخبرني أحد عن ذلك الدم الذي سيتخلص منه جسدي بعد الولادة، لم يخبرني أحد أن الألم لا ينتهي بانتهاء ولادة طفلي. كيف أتعامل مع نزول هذا الدم؟ هل تكفيني فوط الولادة؟ كيف أسيطر على كل ذلك علاوة على الألم الناتج عن جرح الولادة؟
في هذا المقال، نستعرض كل ما تودين معرفته عن فوط النفاس وكيفية تعزيز فائدتها وتحويل استخدامها من مجرد السيطرة على نزيف ما بعد الولادة إلى المساعدة في تخفيف ألم جرح الولادة.
لماذا يحدث نزيف ما بعد الولادة؟
بعد أن كان رحمك الملاذ الآمن لطفلك طوال الأشهر الماضية؛ يوفر له غذاءه بكافة السبل الممكنة، انتهى ذلك الدور بولادة الطفل. لم يعد لذلك النسيج والدم الزائد فائدة؛ فقد أدّوا وظيفتهم على أكمل وجه وحان وقت تخلص جسدك منهم.
بعد ولادة طفلك، يبدأ رحمك في الانقباض والانكماش حتى يرجع إلى حجمه الطبيعي. خلال عملية الانقباض، تندفع تلك الأنسجة وذلك الدم الذي وجب التخلص منه خارج رحمك، ليظهر في صورة تشبه دم الحيض لكن بصورة أشد بعض الشيئ.
تستمر تلك العملية لبضعة أسابيع، في الغالب يستغرق الأمر من ٤-٦ أسابيع بعد الولادة لاستكمال تلك العملية.
لا ترتبط عملية نزول الدم بطريقة الولادة؛ سواء ولادة طبيعية أو ولادة قيصرية؛ حيث إن تخلص جسدك من ذلك الدم لابد أن يحدث في كلتا الحالتين.
التعامل مع نزيف ما بعد الولادة
بالرغم من الاعتقاد السائد عن إمكانية استخدام أي وسيلة من الوسائل التي تستخدمينها خلال فترة الحيض المعتادة للسيطرة على نزيف ما بعد الولادة، إلّا أن ذلك ليس صحيحًا.
خلال الست أسابيع الأولى بعد ولادة طفلك، لا يمكنك إدخال أي شئ إلى المهبل قبل استشارة الطبيب الخاص. واستنادًا إلى ذلك، لا يمكن استخدام السدادات القطنية (التامبون) أو أكواب الحيض. لذا، فإن فوط النفاس الصحية هي الخيار الأمثل للسيطرة على نزيف ما بعد الولادة.
لكن، بالرغم من نعومة فوط الولادة الفائقة وقدرتها الهائلة على الامتصاص، إلَا أنه يبقى ذلك الألم المزعج الناتج عن جرح الولادة. وهنا تأتي فوط الولادة المبرَّدة، تلك الحيلة البسيطة التي تجمع بين مميزات الفوط الصحية في النعومة والامتصاص، بالإضافة إلى تخفيف ألم الجرح الناتج عن الولادة.
اقرأ أيضًا: تجهيز شنطة الولادة | 8 أغراض أساسية لولادة نموذجية
مميزات فوط الولادة المبرَّدة
لا يقتصر دور فوط الولادة المبرَّدة على تخفيف الألم وحسب، بل إنها تتميز أيضًا ب:
- تقليل التورم والكدمات الناتجة بعد الولادة.
- تخفيف الأعراض المصاحبة لبواسير ما بعد الولادة.
- سهولة تحضيرها في المنزل.
- انخفاض تكلفة التحضير.
كيفية صنع فوط الولادة المبرَّدة
إن فوط الولادة المبرَّدة ليست منتجًا يمكنك شراءه من المتاجر، بل يتطلب الأمر بعض التحضير البسيط قبل الولادة. يمكنك تحضير كمية منها في شهور حملك الأخيرة وتخزينها في المجمد (الفريزر) لحين الحاجة إليها بعد الولادة.
لتحضير فوط الولادة المبرَّدة تحتاجين إلى:
- ورق الألومنيوم.
- فوط النفاس أو الفوط الصحية العادية التي تستخدمينها خلال فترة الحيض، مع مراعاة استخدام نوع أسمك مما اعتدتِ عليه.
- هلام الصبار (چل الألوڤيرا)؛ لخواصه المسكنة والمضادة للالتهابات. تأكدي من خلوه من أي إضافات أو مواد كيميائية.
- زيت اللاڤندر؛ لتمتعه بخواص عديدة، أبرزها أنه مضاد للالتهابات ويساعد على الاسترخاء.
خطوات صنع فوط الولادة المبرَّدة
- ضعي قطعة من ورق الألومنيوم تناسب حجم الفوطة الصحية بعد فردها فوق المنضدة.
- افردي الفوطة الصحية فوق قطعة الألومنيوم وتأكدي من التصاق ظهر الفوطة الصحية بورقة الألومنيوم.
- ضعي كمية من چل الصبار على الفوطة الصحية ووزعيها جيدًا بأداة معقمة أو بإصبعك بعد غسله جيدًا. لا تبالغي في الكمية التي تستخدمينها حتى لا تفقد الفوط الصحية قدرتها على الامتصاص.
- ضعي نقطة من زيت اللاڤندر ووزعيها جيدًا.
- أعيدي طيّ الفوطة الصحية مرة أخرى ولفها بورق الألومنيوم حتى لا تلتصق ببعضها.
- ضعي الفوط في المجمد (الفريزر) واتركيها لحين الحاجة إليها.
أخيرًا
إن فوط الولادة المبرَّدة خيارًا عمليًا بسيطًا يجمع بين العديد من المميزات التي تجعلها صديقك المفضَل الذي يلازمك للسيطرة على نزيف ما بعد الولادة وتخطي ألم جرح العملية الجراحية.
المصادر